جنون!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من حق الأم أو الأب أن يفخر بولده الذي تظهر عليه علامات الرجولة أو الشعور بالمسؤولية؛ ولكن أن يفاخر أحدهما أو كلاهما بطفل في العاشرة بأنه يقود سيارة يتفسح بها في الشوارع والحارات الضيقة الملأى بأطفال يلعبون الكرة، فهذا جنون! وتكثر الحالات بل تصبح ظاهرة أن ترى طفلاً يقود سيارة ملأى بالنساء الذاهبات لإحدى المناسبات، وبسرعة تتجاوز الستين كيلومترا في الساعة!
من حق الأب والأم أن يفخرا بنبوغ أو نباهة هذا الفتى أو الفتاة وتقدمهما في الدراسة واستيعاب الحياة؛ ولكن أن تسند سيارة لطفل لم تصل قدماه للبريك (المكابح) فيتحكم بالسيارة وتراه في الشارع وهو يمارس لعبته «السيرك» فهذا ضلال مبين!
لا يستطيع جندي المرور توقيف طفل يسوق سيارة؛ لأن هذا الجندي أو الضابط سيعرف ما سيقع له من أب أحمق يرى في توقيف ابنه خرقاً للدستور والقانون، فهو فلان، مع أن أضعف ما يُتخذ في حق هذا الطفل توقيفه وحجز السيارة حتى يأتي ولي أمره، فلربما سرق الطفل مفتاح سيارة أبيه وذهب يتمطى في الشارع ليغيظ أقرانه من أبناء الفقراء الذين لم تعرف النعمة سبيلاً إليهم!
أما الأمر الآخر فهو رسالة أوجهها إلى الأخ وزير الداخلية عليه السلام وأزكى التحية، وهو معروف بحكمته وإخلاصه، أن نسبة 80% من المركبات السائرات بين المحافظات غير آمنة ولم تعد صالحة للسير، فلا أضواء ولا فرامل ولا ميكانيك سليم يسمح بمرور آمن. ثم للأخ الوزير أن يعلم أن خمسة ركاب يتعلقون في أبواب الباصات داخل المدينة يعرضهم للخطر، وأن ركاب المحافظات يزيد عددهم عن المسموح به قانوناً، وأن باصات وسيارات بين المحافظات غير مؤهلة للسير بأمان.
وفي اختصار: لا يجرؤ ضابط المرور أن يقوم بعمله؛ لسبب بسيط؛ لأنه فقير ومضطر أن يبيع القانون بثمن وجبة غذاء.

أترك تعليقاً

التعليقات