مناسبات
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في اليمن، المناسبات السعيدة وغير السعيدة تثير الشعور الطبقي والفئوي، أعني تثير الإحساس بمفارقات ضاغطة، منها الإحساس بالظلم الذي تعيشه الأرحام المقطوعة والجحود الذي ما يزال تعيشه النساء اللاتي لم يجدن شرعاً ولا قانوناً ينصفهن من إخوان ظلمة جائرين.
ولقد نعلم أن العادات والتقاليد تمنع النساء من المطالبة بحقوقهن وهن بأمس الحاجة لشراء ملابس العيد ومصاريف خاصة وعامة فضلاً عن شراء علاج أو الذهاب للخارج للعلاج أو التيَّسير لأبنائهن وبناتهن في ساعة العسرة، بينما تصبح حقوقهن وتمسي إرثاً خاصا للإخوة الأعداء يتمتعون بها كما يشاؤون ويريدون، بعبارة ثانية فإن حقوق النساء الشرعية ليست عنواناً أصيلاً ولا فرعياً في ديوان وزارة العدل ولا في مكاتبها، وموظفو العدل لا شأن لهم بهذا، لا تنظيراً ولا تخطيطاً ولا يحزنون لهذه المأساة، مأساة حرمان النساء من حقوقهن المشروعة... والسؤال: من ينصف النسوة ويمنحهن حقوقهن؟!
قالت امرأة علا صوتها في درج محكمة: أخي نهب حقي أنا وأخواتي! حتى الزيارة، لا يأتي بعيد ولا بشهر جديد، وحتى مجرد مكالمة يضن بها علينا، وقبل خمس سنوات «بدا» علينا من الباب وألقى نظرة يتيمة عجلى، وعندما ذهبت إليه لإعطائي مبلغاً مالياً لعلاج ابنتي التي تشكو من فشل كلوي، قال إنه غارم استدان من كثيرين ليكمل عمارته الجديدة التي بناها، فيما خرج لي من «فصلي» الموثق بوزارة «الظلم»، نعم وزارة الظلم، التي رفعتُ إليها التماساً وشكوى به منزعجة حين لم يسعفني لشراء علاج لابنتي التي انتقلت للآخرة بدون علاج! حقاً لقد ذهب إليه أحد كتّاب المحكمة ووعظه ونصح له أن يتقي الله، فما كان جوابه إلا أن قال له وبلهجة فجّة: «بلا فيقهة يا سيدنا، خليها تروح»، فسألته أين أشتكي، ما بش غير ربي ينصفني!

يا وزارة العدل، من ينصف المظلوم (أغنية لفنان مشهور!)؟!
هل بلغت؟! اللهم فاشهد!

أترك تعليقاً

التعليقات