فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هل هناك خطأ في الفكرة أو النهج؟! هذا سؤال يوجه للقيادات الحزبية التي نشطت نشاطاً حزبياً ملحوظاً وغير ملحوظ في منتصف القرن الماضي حتى نهاية الثمانينيات، فلقد كان الاستقطاب الحزبي على أشده، وكانت الحرب الباردة بين الشرق والغرب تكاد تصل حد المواجهة. وكان ضمن مقررات الحزب الاشتراكي تصفح جريدة "الثورة" ليقدم الشاب الناشئ تقريراً عما يدور في المجتمع من خلال أخبار الجريدة وما يتصل بحركة الحياة والناس. الخونج يقررون كتاب "الرسائل" لحسن البنا وكتاب "الله ومحمد" لسعيد حوى. وكان الناصريون يحفظون تابعيهم "الميثاق" للمرحوم جمال عبدالناصر، وعصمت سيف الدولة... وكان الشعب اليمني -وحتى الآن- فيما يبدو متمسكاً ولما يزل بحكمة تلخص فلسفته في الحكم والحياة: "من تزوج أمنا فهو عمنا"!
سار الشباب تابعين مغمضي الأعين يحفظون المقرر الذي يمليه عليهم قادة الحزب هذا أو ذاك، فالنقاش حرام، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه. فولدت عادة المقرر أو المحذوف عداوة بين الأحزاب وفكرا عقيماً مختلفاً لا يزال يحكم في البيت والمدرسة والمعهد والجامعة وفي الوزارة ومجلس النواب والشورى والجمهورية. لقد جنت الفكرة على المنهج، وجنى المنهج على الفكرة. والسؤال: من يفك الارتباط؟! ومتى؟!

أترك تعليقاً

التعليقات