طلع البدر علينا (الحلقة ١٥)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان عبدالناصر رحمه الله يكرر بين الفينة والأخرى لازمة مصطلحية سياسية هي «الرجعية العربية»، وهو يقصد السعودية ممثلة بالأسرة الحاكمة. وكان كثير من العرب ينتقدون موقف ناصر لأنه يتحامل على السعوديين.
كان ناصر يتحدث عن حجم المؤامرات التي ينجزها فيصل بن سعود مع الأوروبيين، فرنسا وإنجلترا وأمريكا، هذه الدول التي كانت تتخذ من السعودية و»إسرائيل» طليعة المؤامرات على العروبة والإسلام، غير أن بني سعود اتخذوا إعلاماً عربياً وغربياً يكرس فكرة أن عبدالناصر شيوعي كافر، وأنه عميل للاتحاد السوفييتي، وغيروا في ميثاق جمال سطوراً تؤكد أن ناصر يؤمن بالفكرة العلمية أو على الأصح بالاشتراكية العلمية التي تقول إن الله لا شيء وأن المنطق الذي تسير عليه الأحياء والأموات هو الطبيعة، فالطبيعة هي الحاكم للكون والأشياء.
وانبرى الإعلام الإخواني يهجم بشراسة على ناصر وجماعة الشيوعيين المصريين. وكان هرب كثير من قيادة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور أحمد العسال والشيخ محمد الغزالي، إلى السعودية، ذا أثر كبير في تصديق الدعاية ضد عبدالناصر. وعلى غرار إذاعة «صوت العرب» صنع فيصل إذاعة «صوت الإسلام» من مكة المكرمة، إذاعة «ضرارا» لـ»صوت العرب»، أو مصطلحاً مقابلاً، فالإسلام دين عالمي، هو الذي يدين به فيصل وجامعة سعود وجامعة المدينة المنورة، بينما جامعة القاهرة تروج للشيوعية ومعها «صوت العرب» التي تروج للفكر القومي الذي يؤكد الانتماء الجاهلي الذي يقوم على العنصرية التي محاها الإسلام!
وكان لجحفل الإخوان المسلمين، الذين قاموا بأنشطة دعوية من الجامعات والمعاهد والمجالس السعودية، أثر واضح في الهجوم على ناصر «الكافر الأحمر»... وظهرت بوضوح السعودية أيامنا هذه لتكون جهازاً مجاهراً للتطبيع مع اليهود.

أترك تعليقاً

التعليقات