بيضة مضحكة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
طوال سبع سنوات من العدوان والحرب المستعرة لم أرَ تحالف الشر متخبطاً ومتوتراً ومرتبكاً كما رأيته في اليومين الماضيين، أصبحت حالته مثيرة للشفقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وطوال هذه السبع سنوات لم أشعر بسعادة وفرحة وطمأنينة كالتي شعرت بها بعد عملية كسر الحصار الثالثة، مصحوبة بخطاب سيد الثورة (روحي له الفداء).
الآن يا جماعة أستطيع أن أمشي إلى العمل سيراً على الأقدام وأنا مرتاح نفسياً، أهز رأسي وأزومل مبتسماً: سماك با تصبح سحب دخانية.
ذلك الدخان الأسود المرعب وتلك المشاهد الاستثنائية التي انتشرت بعد إحراق منشآت النفط السعودية تشبه أفلام الحرب السينمائية وأفلام نهاية العالم، والجميل في الموضوع أن المهفوف لم يحسب حساب هذه اللحظات نهائياً، ولم يكن في حسبانه أنه سيصل إلى هذه الدرجة من العجز والانتكاس والخزي.
هكذا اقتحم اليمانيون عامهم الثامن من الصمود في وجه آلة القتل الأمريكية السعودية الإماراتية التي لطالما هددت وأرعدت وارتكبت المجازر والجرائم، اقتحام سيجعل قادة البيت الأبيض وأطفال قصر اليمامة يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة.
العالم كله شاهد التخبط السعودي بعد عملية كسر الحصار الثالثة، والله وحده يعلم كيف ستكون حالتهم بعد العملية الرابعة.
قبل ليلتين بينما كانت جموع المطافي السعودية تحاول جاهدة إطفاء الحرائق التي تتوسع وتتمدد، جاء الطيران وباض بيضة مضحكة.
حلقت طائرات العدو السعودي باحثة عن هدف دسم تثأر بقصفه لجراح أرامكو، حلقت وحلقت وحلقت، ثم انتهى بها الأمر تقصف مقطورات الغاز الفارغة في حوش التأمينات بصنعاء، وتقصف مخزن بنزين الأمم المتحدة بميناء الحديدة.
والله نكتة مضحكة جداً، على أساس أن السعودي يلعب على قاعدة العين بالعين، والنفط بالنفط، فجاء ليقصف مقطورات الغاز الفارغة، انتقاماً لمنشآته النفطية التي ماتت محروقة بصواريخ ومسيرات اليمن.
يا أغبياء يا معاتيه بسببكم نحن ليس لدينا غاز ولا بترول، نحن نمشي سيراً على الأقدام ونأكل زبادي، وهذا معناه أنه لا يمكنكم الثأر لمنشآتكم النفطية بنفس الطريقة، والشيء الوحيد الذي تتقنونه هو سفك دماء الأبرياء والإيغال في الإجرام.
هنا تكمن خطورة أن تكون مجرماً غبياً كـ«ابن سلمان»، تصبح مسخرة للعالم أجمع..!
تستفز مشاعر شعب بأكمله بحرمانه من حقه في الحصول على بترول وغاز، وأنت تعلم أن هذا الشعب لديه صواريخ وطائرات مسيرة تصل إلى عقر دارك، ويمكنه أن يقضي على اقتصادك المعتمد على النفط، وعندما يقع الفأس في الرأس تتخبط كغريق يحاول النجاة دون فائدة.
أو تذهب لقصف البنزين الخاص بالأمم المتحدة، وكأنك تنوي أن تجعل «هانس غروندبرغ» يقضي مشاويره بقدميه كاليمنيين المستضعفين.
ربما هذا من مظاهر العدالة الإلهية، الأمم المتحدة التي لطالما غضت طرفها عن الحصار السعودي علينا، شاهدت بترولها يحترق بفعل الغارات السعودية.. يا سلام.
المهم.. الرئيس المشاط أعلن لتحالف الشر مهلة ثلاثة أيام، وسواء مدوا يد السلام أو لم يمدوها، فارفعوا رؤوسكم يا أبناء اليمن، واعلموا أنه كلما غطى الدخان سماء المملكة.. اقترب الفرج والنصر.

أترك تعليقاً

التعليقات