قادمون لسرقة حياتك..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

من الغباء أن تنتظر عطية من شخص يحب المال حباً جماً، ومن السذاجة والحماقة أن تضع درهماً واحداً أمانة عند هذا الشخص، فبرغم أنه لن يفكر مطلقاً بإيذاء درهمك أو إصابته بخدش بسيط، وبرغم أنه أفضل من سيصونه ويحسن حفظه في مكان آمن، فإن الاستعانة به في هذه الأشياء خيار غير مستحب أبداً، وذلك لأنه سيحتفظ بأموالك أمانة عنده إلى الأبد، ومهما طالبت باستعادة أمانتك لن يعيدها لك، إذ إن عشقه للمال يقف حائلاً بينه وبين إعطاء الناس مالاً، حتى وإن كان المال مالهم، وهناك فئة من هؤلاء لا تحبذ الانتظار حتى يأتمنها أحد على نقوده لتستحوذ عليها، بل تخرج بنفسها إلى الشوارع للتقطع والسرقة والنهب.
هكذا هو حال المتيمين بالنقود، ينهبون الآخرين أموالهم ويعملون على اكتنازها وتكديسها بلا هوادة، وبأساليب تقليدية وبدائية جداً، فهم لا يحبون الحسابات المصرفية ولا يثقون بالبنوك نهائياً، وتجدهم يحتفظون بكنوزهم إما تحت السرير أو في صندوق خشبي عتيق، وأكثر ما يغضب هؤلاء ويتلف أعصابهم هو رؤية إنسان في يده درهم، وأعتقد أن هذا السبب في كون ذويهم فقراء دائماً.
ومثلما أن هناك من يعشق المال، فهناك أيضاً من يعشق كرشه وبطنه، وخطورة هذه الفئة تكمن في التسبب بمجاعات وأزمات غذائية لمن حولهم.
لازلت أتذكر يوم كنت مدعواً للغداء في زفاف أحد الأصدقاء، وحينها جلست بجانب شخص «رضراض» لا أعرفه، لكنني عرفت في النهاية أن كل من يعرفه ويشاركه الطعام ينهض جائعاً دائماً.
خلاصة الموضوع أن حب المال يجعلك تنهب الناس أموالهم، وحب الأكل يجعلك تسرق اللقمة من فم صاحبها، وكذلك في بقية الأشياء.
يجدر الحديث هنا عن أولئك المدللين الذين صدعوا رؤوسنا بحبهم وعشقهم الخالص للحياة وثقافة السلام، واتخذوا من حب الحياة والسلام ذريعة لإدانة كل إنسان يحاول الدفاع عن نفسه والحفاظ على حياته.
ترى أحدهم يرتدي سروالاً أحمر مع شميز وردي، ويتحدث بميوعة وتغنج عن حبه لإقامة السلام وشدة بغضه للحروب والنزاعات، وبالتأكيد ليست المشكلة في رغبته بالسلام، فهذه رغبة كل ذي عقل سليم لايزال محافظاً على فطرته الإنسانية، لكن المشكلة والمعضلة الحقيقية تكمن في كونه يلوم الضحية إذا دافعت عن نفسها، دون أن يعاتب قاتلها الذي اعتدى عليها بكلمة واحدة.
تماماً كما تفعل منظمات التدجين التي تسعى لنزع السلاح من الشعب اليمني بذريعة إقامة الحب والسلام، وهي تعلم يقيناً أن أسلحة أمريكا و»إسرائيل» لن تترك لنا دقيقة سلام واحدة.
مؤخراً عقب حفل زواج الثنائي نتنياهو وابن زايد، رأيت منشوراً لشخص جنوبي يسمى «فواز الكلدي»، يدعو فيه الناس إلى الخروج للتظاهر دعماً للتطبيع مع إسرائيل ونبذاً للحروب والدمار كما يقول.
هم وأسيادهم يحبون الحياة والسلام فعلاً، لكنهم لم يتركوا للناس حياة ولا سلاماً، قتلوا أطفال ضحيان وسلبوهم حياتهم، وجعلوا من حفلات الزفاف مسارح جريمة وعزاء في لمح البصر، وحولوا آلاف الأبرياء إلى أشلاء دون ذنب اقترفوه.
«إسرائيل» تحب الحياة وتعشق السلام دون أدنى شك، ولذلك جعلت من «بيروت» مدينة مكتظة بالركام والأشلاء، تفوح منها رائحة الموت، ولنفس السبب أيضاً تنتزع أرواح الفلسطينيين كل يوم.
نعم أيها القارئ العزيز، هم يحبون الحياة والسلام حباً جماً، فاحمل سلاحك واحذر على حياتك منهم، فهم قادمون لسرقتها بلا شك.

أترك تعليقاً

التعليقات