قراءة الغيب..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

تخيل أن يخبرك أحد أصدقائك بعدة أشياء غيبية ستحدث في المستقبل، ويحذرك من الأحداث السيئة ويعلمك كيفية تجنبها والنجاة منها بأقل الأضرار.
إذا أخبرك على سبيل المثال أن هناك عصابة من المجرمين واللصوص ستهجم على منزلك في أحد الأيام القريبة، والطريقة الوحيدة لجعلها تتراجع وتتركك وشأنك هي أن تظهر أمام الآخرين بمظهر القوي المستعد للدفاع عن نفسه، أن تعبر باستمرار عن سخطك تجاه هذه العصابة واستعدادك لمواجهتها في حال هجمت عليك أو حاولت إيذاءك.
عندما تشعر العصابة أنك لست فريسة سهلة، وأنك ستسبب لها خسائر فادحة إذا واجهتك، حينها فقط ستلغي مخططها بالهجوم عليك.
إذا حدث كل هذا فعلاً واتضح لك أن كلامه تنبؤات حقيقية فسوف تعتبره نبياً أو ملاكاً خارقاً للعادة، ستصغي إلى كل كلمة يقولها من تنبؤات وتحذيرات وتعليمات، ستلتزم بكل تفصيل بحذافيره.
هذا الصديق الذي يتنبأ بالغيب ثروة حقيقية، وقد يبدو وجوده مستحيلاً وضرباً من الخيال، بينما الحقيقة أنه موجود بالفعل، تحذيراته وتعليماته كلها بين أيدينا ونحن لا نشعر، أغلب الناس لا يشعرون.
أحدثكم عن الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين رضوان الله عليه، ذلك الرجل الذي حذر الأمة من مكائد قوى الطغيان بكل أبعادها وجوانبها الخفية.
قبل 19 عاماً تحدث الشهيد القائد في ملزمة «لتحذن حذو بني إسرائيل»، عن صوابية موقف الشعب الإيراني الساخط تجاه أمريكا، عندما قام الرئيس الأمريكي جورج بوش باتهام الإيرانيين بالإرهاب وتهديدهم بهجمات عسكرية، حينها خرج الشعب الإيراني مع الإمام الخامنائي ولعنوا أمريكا وهددوها بموقف جماعي قوي، فتراجعت أمريكا على الفور.
يقول السيد حسين: «وها هم لما سمعوا تهديد أمريكا استطاعوا أن يصرخوا في وجه أمريكا وأن يتحدوها، ورأينا فعلاً كيف بدأ زعماء آخرون من الغرب وكيف بدأ الكونجرس الأمريكي نفسه يهاجم بوش على سياسته القاسية، ستضرب مصالح أمريكا هوِّن»... الخ.
كان هذا الرجل الرباني يقول لنا سيحدث لكم تماماً ما حدث للإيرانيين، وعليكم أن تتخذوا الموقف القوي ذاته أمام أمريكا، فليس هناك درع أو سلاح أقوى منه، وها نحن اليوم نعيش تنبؤاته بتفاصيلها.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قام بتصنيف نسبة كبيرة من اليمنيين بأنهم إرهابيون، وهذه خطوة ساعدت النظام كثيراً في قياس ردة فعل الشعب اليمني، ولما رأوا غضباً يمنياً وعالمياً كبيراً تجاه القرار تم إلغاؤه دون تأخير.
الديمقراطي بايدن لم يسحب القرار حباً في «أنصار الله» أو من أجل سواد عيونهم، فالسياسة الأمريكية بحزبيها لا تحمل لنا غير العداء والحقد والبغض، لكن ردة الفعل القوية من اليمنيين تحت قيادة سيد الثورة (يحفظه الله) أشعرت أمريكا بخطئها فغيرت موقفها تماماً.
يضيف الشهيد القائد متحدثاً عن الشعار: «لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيون».
إننا اليوم نعيش كل ما حكاه لنا الشهيد القائد في محاضراته القرآنية، كل الأحداث السياسية في معركتنا مع قوى الاستكبار مذكورة في الملازم.. ولأنه «علم هدى» فقد علمنا كيف نتصدى لكل قول أو فعل أمريكي صهيوني.
هذه الملازم ثروة حقيقية لا تقدر بثمن، دروس من هدي القرآن الكريم.. أي أنها استنطاق للقرآن واهتداء بآياته المحكمة، ليست بتكهنات ذاتية.

أترك تعليقاً

التعليقات