ثلاثي النزاع..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

في نهاية هذا المقال سأطرح مقترحاً جميلاً على ثلاثي النزاع والاقتتال في الجنوب، وهي مبادرة مجانية مني لا أرجو بها سوى إصلاح ذات البين وإنهاء الخصومة والعداء، لكن قبل ذلك دعونا نتعرف على أنواع «قلة الحياء».
هناك ملايين الأنواع والأشكال المختلفة لقلة الحياء، فمنذ بداية البشرية حتى اللحظة يكتشف العلماء كل يوم نوعاً جديداً ومتطوراً، ورغم كثرتها وعددها الهائل، فإن هناك 3 أنواع تعد الأبرز والأهم، بحسب آخر الدراسات والإحصائيات.
- النوع الأول يسمى «قلة الحياء السعودية»، وتم اكتشافه مؤخراً في قصر اليمامة غرب مدينة الرياض، عندما دعا المهفوف لعقد مؤتمر المانحين لدعم اليمن وتخفيف معاناته.
حديث النظام السعودي بحد ذاته عن دعم اليمن يعتبر حالة متقدمة ومزمنة من مرض انعدام الحياء والخجل، إذ كيف لقاتل الإنسان ظلماً وعدواناً أن يتحدث عن حقوق الإنسان، وأنَّى لصانع الظلم والظلام والشر أن يصنع بصيص عدل أو نور أو خير، وأنَّى لقاطع الطريق وسارق الخبز أن يمنح ضحيته لقمة طرية تسد جوعها.
5 سنوات وهم يقتلون الناس بالنار والجوع ثم يتكلمون عن حقوقهم لو كان لديهم ذرة حياء لنصحتهم برفع الحصار والتوقف عن قصف مزارع الدجاج، ولا أحد بحاجة لدعمهم الذي جمعوه ثم وهبوه رواتب لموظفي الأمم المتحدة، على أية حال نأمل أن تُعالج هذه الحالة المزمنة بباليستي آخر على قصر اليمامة، وما المانع من أن ندعمهم نحن بجرعة مضاد حيوي!
- النوع الثاني يسمى «قلة الحياء الإماراتية»، ويرجع اكتشاف هذا النوع إلى قبل عامين، عندما ادعى مسؤول إماراتي بأن سقطرى اليمنية هي جزيرة إماراتية منذ القدم، لم يخجل لأنه لا علم لديه أن دويلتهم تأسست قبل 70 عاماً، ثم بعد فترة رأينا الإمارات تعلن إطلاق حملة لإغاثة النازحين من أهالي تعز والحديدة، ولا فرق هنا بينها وبين المملكة، فالظالم لا يهب غير الظلم كما قلنا، وكانت المساعدات الإنسانية الإماراتية عبارة عن عبوات «فازلين»، وفي طابور النازحين أعطوا لكل واحد عبوة، وقالوا له أن يدهن نصفها ويأكل نصفها في حال اشتد به الجوع.
وقبل عام تطورت حالة «عيال زايد» وأمعنوا في قلة الحياء، حيث نشرت وزارة خارجيتهم بياناً تدعو فيه المجتمع الدولي لمنع التنظيمات الإرهابية من استغلال الوضع في جنوب اليمن، لم يعلموا أنهم أصلاً سادة الإرهاب، وأنهم من جعلوا الجنوب ساحة قتال شوارع.
- النوع الثالث يسمى «قلة الحياء التركية»، وتم اكتشافه قبل شهر حين اتهمت تركيا دويلة الإمارات بإحلال الفوضى في الشرق الأوسط وزعزعة استقرار اليمن وليبيا، لقد قل حياء المجرمين فصاروا يعايرون الآخرين بإجرامهم، وزد على ذلك أنه لم يتقن أحد صنع الفوضى والتخريب وزعزعة الأمن كما يفعل الأتراك، حتى إنني لازلت أتذكر شحنات الأسلحة الخاصة بالاغتيالات التي كانت تركيا ترسلها للإخوان المتأسلمين في اليمن، ففي 2013 فقط تم ضبط عدة شحنات من المسدسات التركية كاتمة الصوت، ومؤخراً أرسلت تركيا ضباطاً إلى أبين لمساندة مليشيات هادي ضد انتقالي الإمارات.. مخرب يدق مخرباً، وعمياء تخضب مجنونة.
هذه أهم أنواع «قلة الحياء»، ولو أردت رؤية أصحابها الثلاثة ستجدهم يتنازعون على جنوب اليمن المحتل، أما المقترح الذي وعدتكم به فهو للثلاثة أنفسهم، لتركيا والإمارات والسعودية، أقول لهم بدلاً من هذا الاقتتال على الجنوب انتظروا عيد رأس السنة الميلادية، وليتقدم حينها كل منكم للأمريكي «بابا نويل» بطلبه، وهو بصفته سيدكم سيتولى تقسيم الكعكة بينكم، وهذا بالطبع إذا وجدتم وقتاً لتأكلوها.

أترك تعليقاً

التعليقات