حرمة الغزاة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
مطار الغيضة مغلق أمام أبناء محافظة المهرة منذ خمس سنوات، وقد تحول من منشأة يمنية مدنية إلى ثكنة عسكرية تابعة للأمريكان والسعاودة.
لا يسمح للمواطن المهري العادي أن يقترب من بوابة المطار، فهذا الجُرم سيعرضه للقتل بتهمة انتهاك حرمة الغزاة الأجانب وأدواتهم القذرة.
وقبل أيام وصل قائد الأسطول الأمريكي الخامس ورفاقه إلى المطار، ليستقبله محافظ المهرة المرتزق “محمد علي بن ياسر” ومعه بعض القيادات السعودية.
هناك داخل المطار اليمني عقد الغزاة اجتماعهم برئاسة الضابط الأمريكي، ومن فوقهم صور ملوك بني سعود، بينما يتضرع إليهم المحافظ المرتزق كالجارية في حضرة ملكها.
هذه القصة القصيرة تجعلك تشعر بقيمة الكرامة، وتقدر نعمة السيادة والاستقلال التي نحظى بها في محافظات جغرافيا السيادة الوطنية، خصوصاً أن هذه النعمة لم تأتِ بالمجان، بل سالت أنهار من دماء الشهداء في سبيلها.
طبعاً، أبواق الارتزاق والانبطاح تقول إن هذه زيارة عادية في إطار تعزيز العلاقات، وتبرر الاحتلال الأمريكي السعودي بكل ما لديها من مبررات واهية.
سنقول حسناً، لننس هذا الموضوع ونسكت تماماً.
تخيلوا لو كان ذلك الضابط الأمريكي وصل إلى صنعاء بدلاً من المهرة، والتقى بأمين العاصمة أو أي مسؤول هنا.
أعلم أن هذا أبعد عليه من عين الشمس، ولكن تخيلوا لو حدث الأمر!
حينها ستُفتح تلك الأبواق نفسها كالبلاعات، وأولئك الذين يتفاخرون بانبطاحهم للأمريكي.. سيصدعون رؤوسنا تحت ألف عنوان:
- لقد بانت حقيقتكم أيها الحوثيون.
- أنتم أصلاً عملاء لأمريكا تنفذون أجندتها في اليمن.
- الحوثيون يستقبلون الأمريكيين الكفار المجرمين.
طيب انسوا موضوع أمريكا، فهذا الأمر لا يمكن أن يحدث أصلاً، تخيلوا لو وصل ضابط أو مسؤول إيراني إلى صنعاء، وحدث لقاء عادي بينه وبين أي مسؤول هنا.
سنسمع الأبواق نفسها تقول:
- الآن ظهرت حقيقتكم يا مجوس.
- يا أدوات إيران في اليمن.
- أنتم تنفذون الأجندة الإيرانية الفارسية.
هذا هو ديدن المرتزقة والمنافقين، المهم عندهم أن يعملوا على تضليل الناس وتشويه صورة أحرار هذا البلد.
أما اليوم بعد المصالحة السعودية الإيرانية فهم في ورطة كبيرة، ولم يعودوا يجدون شيئاً للعب عليه.
أولستم تقاتلون إيران في اليمن منذ 8 سنوات؟
أولم تباركوا وتخدموا العدوان السعودي على بلدكم بذريعة محاربة النفوذ الإيراني؟
ها هي أمكم السعودية ترتمي في حضن إيران أمام العالم ودون مواربة، وتضعكم في أسوأ موقف محرج.
كانت لديكم أسطوانة “الشرعية”، فقتلت السعودية هذه الأسطوانة بإقالة الدنبوع وتشكيل ما يسمى “المجلس الرئاسي”.
ثم تبقت لديكم أسطوانة إيران، ومرة أخرى قتلت السعودية هذه الأسطوانة بالتصالح مع إيران، وإعادة العلاقات رسمياً بين الرياض وطهران.
هل سترفعون أسلحتكم ضد السعودية وتقاتلون المد الإيراني فيها؟

أترك تعليقاً

التعليقات