مخدوعون أم مخادعون؟!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
قلتها من قبل وأقولها للمرة الألف بكل شفافية وصراحة ووضوح، إن أكثر ما يفطر قلبي هي تلك الحفاوة والمبالغة والإفراط من قِبل أصحابنا عند استقبال بعض العائدين (المخادعين) وليس المخدوعين.
أنا لست ضد «قرار العفو العام»، خصوصاً أن صاحب القرار هو الشهيد الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه، والذي يعتبره حتى الأعداء «مدرسة في مكارم الأخلاق»، ولكنني ضد الإخلال ببعض بنود القرار، وضد المغالاة بتكريم بعض الرخيصين وإعطائهم قيمة لم يكونوا يحلموا بها في منامهم.
عندما صدر القرار من رئاسة الجمهورية في سبتمبر 2016، استثنى من العفو الشامل بعض الفئات وفي مقدمتها (كل من استجلب وألب العدوان على اليمن).
بالله عليكم، ألم يعد الكثير ممن استجلبوا العدوان على اليمن وحرضوا على سفك دماء اليمنيين؟!
وأصحابنا، ما شاء الله عليهم، لم يقصروا في إعطائهم مناصب تبدأ من (وكيل وزارة) بالإضافة إلى البيوت المريحة والرواتب.
علينا أن نفهم أن الساسة والإعلاميين وعلماء الريال «مخادعون» وليسوا «مخدوعين»، وإليكم بعض الأسباب البديهية الكافية لمنعهم من العودة إلى صنعاء.
أولاً: الاستثناءات المذكورة في قرار العفو العام.
ثانياً: لا أمان لشخص مستعد لبيع عرضه مقابل أن تجلس مؤخرته على كرسي دوار، وهؤلاء تجدهم في الرياض والقاهرة وإسطنبول وغيرها.
ثالثاً: لا بأس في العفو عن شخص قاتلك تحت الخداع والتضليل، وكنتم تتواجهون بالبنادق على مسافة أمتار، أما شخص أباح إبادة شعبك بالطائرات من غرفة فندقية بعيدة عن نار الحرب فلا عفو له.
رابعاً: إذا كان قادة الرأي المنبطحون «مغرراً بهم»، فمن الذي غرر بالمقاتلين في الجبهات وزج بهم إلى محارق الموت؟
مازلت أتذكر فرار المدعو «عيسى العذري» من سوط طارق عفاش، وعودته إلى صنعاء التي رآها جنة وخلاصاً من جحيم أسياده.
كان «عيسى العذري» يستجلب العدوان على اليمنيين بكل ما أوتي من وقاحة وبجاحة، وكان يحتفل فرحاً أمام الشاشات بسفك دماء الأبرياء.
كان هذا السفيه يشتم كل الأحرار ويتلفظ عليهم بألفاظ أخجل من ذكرها هنا، حتى وصل به الحال إلى التطاول على علم الهدى حفظه الله وزاده شرفاً ورفعة وحباً في قلوب المؤمنين.
وبعد سنوات من التمادي وخدمة المعتدين المحتلين، وجد نفسه يواجه خطر الخازوق، إذ لم يشفع له انبطاحه أمام قسوة معتقلات طارق عفاش السرية.
وحينها لم يجد ملاذاً آمناً ينجيه من العذاب سوى رجال الرجال الذين كان يشتمهم بعد كل وجبة كأخذ حبة دواء، فعاد إلى صنعاء ضمن «قرار العفو العام» مستغلاً طيبة الأنصار وسعة قلبهم.
مثل هذا الشخص يفترض أن يخضع للمحاكمة فور عودته، وأن يجلس صامتاً بكل أدب ويخيط فمه القذر أو يسده بأي شيء.
لكنه عاد مهنجماً متفاخراً كأنه أشرف إنسان على وجه الأرض، ويفتح فمه على الجميع بنفس الطريقة القذرة، والأكثر وقاحة أنه يرى نفسه أكثر دراية من الدولة نفسها، وقد رأيناه يصدر توجيهاته لحكومة «الإنقاذ» في كل قضية؛ كقضية الشاب عبدالله الأغبري.
أصحابنا الطيبون ضحكوا له وأعطوه وجهاً، ومنحوه بيتاً وحياة طيبة لا يستحقها، بينما آلاف الشرفاء يتضورون جوعاً أمام أعيننا.
حتى صدَّق نفسه وقام بارتكاب جريمة قتل بحق ابن عمه قبل يومين، وبحسب مصادر فإنه مازال فاراً من قبضة الأجهزة الأمنية.
مهما كانت أسباب وخلفيات الواقعة، كان واضحاً أن هذا الكائن مريض نفسياً وذو نزعة إجرامية، ولو خضع للحساب والعقاب فور عودته لما ارتكب فعلته، لكن المؤلم أننا لم نفهم حين كان الفهم متاحاً، فكانت روح المجني عليه ثمناً لذلك.
حالياً، أنا لا أستبعد أن يعود العذري إلى أحضان العدو، المهم أن يفلت بجريمته، وسنراه يؤيد العدوان ويشتم الأحرار وينتهك أعراضهم بنفس القذارة، لكن رجال الأمن اليقظين لن يسمحوا له بالإفلات بإذن الله تعالى.
كلنا نعلم ماذا سيريك الجاهل إذا ضحكت له، لذلك أستحلفكم بالله يا أصحابنا يكفي ضحكاً لأمثال هؤلاء.

أترك تعليقاً

التعليقات