أيش نسوي..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
رمقني بعينين ناقمَتين، وكأنه يقول: لقد أمسكت بك أيها الزنديق الملحد الكافر.
انسحبت بهدوء وذهبت دون أن أبدي أي ردة فعل.
ما الذي يمكن فعله أصلاً؟
فالرجل أقنع نفسه تماماً بأنني كافر، ولا يمكن لشيء أن يغير قناعته هذه.
أنا كافر..!
والسبب يا أصدقائي المسلمين أنني قلت له بعفوية إنني لا أفكر بأداء فريضة الحج في هذا التوقيت؛ حتى لو توفر لدي المال الكافي لذلك.
لم أكن أعترض على نيته الذهاب للحج، ولم أكن أحاول إقناعه بأنه على خطأ، بل عبرت له عن قناعتي الشخصية بشكل عفوي في سياق الحديث...
ما علينا.. فأنا لا أحب الخوض في جدالات عقيمة مع أصحاب العقول المتحجرة، ولهذا تركته وأتيت لأعبر عن قناعتي هنا، على صفحات صحيفتي المفضلة.
بالله عليكم.. من منا لا يحترق قلبه شوقاً لزيارة بيت الله الحرام، وتطهير روحه من الذنوب والآثام التي تثقلها؟
كلنا نتمنى رؤية الكعبة المشرفة أمام أعيننا، والتلذذ بأداء كل منسك من مناسك الحج.
هذه أقدس أمنياتنا وأصدق أحلامنا.
المشكلة يا أصدقاء أننا نفكر بالقضايا الكبرى، تلك القضايا التي تمس أمتنا في أمنها وشرفها وكرامتها.
تأملوا في واقع مملكة الشيطان، انظروا إلى حال بني سعود الذين يجنون عشرات المليارات من الدولارات كل عام من إيرادات الحج وحده، فضلاً عن العمرة.
والله إنني احترت، هل أتحدث عن خيانتهم للأمة وتطبيعهم مع الصهاينة المجرمين، أم أتحدث عن إجرامهم وسفكهم لدماء المسلمين، أم أتحدث عن انحلالهم الأخلاقي وإباحتهم المحرمات.
كم وكم سيتحدث المرء، في الواقع نستطيع أن نقول إنهم ختموا القبح.
يعني وصلوا إلى المرحلة الأخيرة من القبح، ولم يعد هناك من هو أقبح منهم.
في مقابل هذا القبح، هل قدم أولئك شيئاً بسيطاً لإخوتنا الذين يُبادون في غزة؟
طبعاً لا، بل تآمروا عليهم وتواطؤوا مع العدو «الإسرائيلي» المجرم.
انظروا إلى الأمر من موضع محايد.
طبعاً نحن ندرك أن من أهم غايات الحج تزكية النفس من الذنوب وتوحيد كلمة المسلمين، ولكننا ندرك أيضاً أن أموال الحج تُسخَّر للترويج للمنكرات وزرع الفتن وارتكاب الجرائم بحق المسلمين.
القضايا الكبرى هي الميزان، لذلك اقبلوا اعتذاري يا عيال مردخاي، فلن يدخل خزينتكم مني مليم واحد، ربما أحول أموالي إلى صاروخ يقض مضاجع الكيان المحتل، أو ربما أتفقد جيراني الجائعين.
هذا أبرك لي حتى يكتب الله الفرج ويتولاها من هو أمين على هذه الأمة، عندها سنحج ونطوف ونسعى بنفوس مطمئنة بإذن الله.
لحظة لحظة.. وصلتني رسالة من شخص مجهول تقول إنني كافر.
خلاص يا جماعة أنا استسلمت.
أنا آسف يا عيال مردخاي، تفضلوا، خذوا أموالي كلها.
خذوها واذهبوا لاستثمارها في أمريكا و»إسرائيل»، أو افتحوا بها مراقص وملاهي ليلية، أو إذا أردتم اجلبوا بها «جنيفر لوبيز» لترقص بدون سروال.
عادي لا تخجلوا، أنا أعرف أن السراويل غالية والفلوس قليل، فاضطررتم لاستقدامها بدون سروال.
عادي أيش نسوي.. كله ولا أكون كافر.

أترك تعليقاً

التعليقات