السر الأعظم..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

نمر حالياً بفترة اختبارات نهاية الفصل الجامعي الثاني في كلية الإعلام، وأود أن أخبركم أن أكثر مادة مملة واجهتها هي مادة «مناهج البحث العلمي»، وسأكون قد أنهيت امتحانها بالفعل قبل قراءتكم هذا المقال بيوم، لذلك لا تتعبوا أنفسكم بالدعاء لي أو ما شابه، ولأنها مادة مملة بكل تفاصيلها، فقد فضلت أن أكتب لكم مقالاً بدلاً عن مذاكرتها ومحاولة استيعابها.
المغزى من هذه المادة أن يتعلم الطالب كيفية إعداد بحث علمي مبني على أسس علمية متفق عليها، ولا أخفيكم أنني لا أكترث لأي شيء ولا أريد إجراء بحث في أي مجال، لكنهم مصرون على تدريسنا وتعليمنا كيفية إعداد البحوث، ومن باب الاستفادة بدأت التفكير بعمل بحث حول ظاهرة غريبة لطالما حيرتني.
إن الشيء الوحيد الذي يستحق البحث فيه بتعمق هي الدياثة العجيبة المسيطرة على دويلة الإمارات حديثة العهد، من أين ظهرت وما هي أسبابها وإلى أي مدى ستصل؟!
أرغب بشدة في إجراء بحث علمي دقيق بهدف العثور على النطفة الخبيثة التي خرج منها عيال زايد إلى هذا العالم، هؤلاء الذين منحوا شرفهم للصهاينة بالمجان ودون مقابل.
حتى العاهرة إذا لم تتقاضَ أجرها فإنها تكره زبونها وترفض منحه جسدها مرة أخرى، لكن شيوخ الإمارات يمنحون أجسادهم ويعملون قوادين لزبائنهم فوقها ودون أي مقابل، وكلما قابلهم الصهيوني بالجفاء ونكران الجميل هاموا بحبه وعشقوه أكثر، إنها ظاهرة خارقة للطبيعة فعلاً..!
أنا لا أكترث مطلقاً لإعلان التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني المجرم، فهذه خطوة غير مستغربة من حكام التعري والفجور، لكن ما يغيظني هو تصرفهم في «سقطرى» اليمنية وكأنها ملك لهم، امنحوا المحتل أرضكم فهذا شأنكم ولا دخل لنا به، لكن لا تمنحوه أرض غيركم أيها القوادون.
الإمارات تريد إنشاء مراكز استخبارات للكيان المجرم في جزيرة سقطرى، وهذا لن يضر اليمنيين وحدهم، بل سيطال الجزيرة العربية بأكملها، وسيغتصب حريات مواطني وتجار وحكومات العرب أجمعين، فبحسب التقارير سيتم إنشاء هذه المراكز الصهيونية في سلاسل جبلية عالية تسمح للمعدات بالتحكم في طرق الشحن الدولية التي تعبر المنطقة، ومنها مركز جمجموه، شرق الجزيرة، ومركز قطنان، غربها.
لم يكن أحد يتخيل أن الكيان الصهيوني سيتحكم بأهم طرق التجارة العالمية، وسيبني قواعد عسكرية واستخباراتية تطل على البحر الأحمر والبحر العربي، وفي سبيل تحقيق هذا تبذل اليوم الإمارات كل جهدها وتحاول احتلال مناطق يمنية بكل استماتة، ظناً منها أن الصهاينة يرعون الجميل ويقابلون الحب بالحب.
رغم كل هذه الخدمات الخيالية التي يقدمها عيال زايد للكيان فإنهم لم يستطيعوا نيل ثقته ورضاه، ومؤخراً قام «نتنياهو» بمنعهم من استيراد طائرات F-35 الأمريكية التي لطالما تمنوها، قائلاً إنه من الغباء السماح للإماراتيين بامتلاك منظومة كهذه، والإماراتيون بدورهم يهرولون إلى أحضانه ويحققون له كل رغباته، الحب من طرف واحد متعب وقاتل فعلاً.
المهم لن أضيع وقتكم أكثر، سأذهب الآن لمذاكرة المادة التي أخبرتكم عنها، ثم سأجهز بحثاً علمياً دقيقاً حول هذه الدياثة العجيبة، إنها السر الأعظم.

أترك تعليقاً

التعليقات