السهم الأول
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
كنا نشاهد العرض العسكري المهيب في ساحة السبعين، تكاد أرواحنا تطير من شدة الفرح والسعادة، لا يستطيع أحدنا أن يخفي ابتسامته الواضحة.
صواريخ مرعبة دخلت الخدمة، طائرات مسيرة استطلاعية وهجومية، رادارات حديثة بعيدة المدى، زوارق حربية ومدرعات وآليات مختلفة.
نشاهد هذه القوة الوطنية وتغمرنا السعادة، ونتوجه إلى الله بكل آيات الحمد والشكر والتسبيح.
أما حين تحلق الطائرة الحربية فوق رؤوسنا وتفتح حاجز الصوت، فهذه والله نشوة من عالم آخر.
فلأول مرة منذ بداية العدوان نشعر بالارتياح والأمان لدوي تحليق طائرة حربية ولأول مرة منذ انطلاق المشروع القرآني تحلق طائرة حربية فوق رؤوس المجاهدين فيرحبون بها بوجوه مستبشرة.
هذا العرض العسكري بمثابة صدمة لدول العدوان التي اعتقدت أن الهدنة ستكون لصالحها، ظناً منها أن عزيمة المجاهدين وفي مقدمتهم أبطال (التصنيع الحربي) ستفتر خلال الهدنة المؤقتة.
ثم خرجت القوات المسلحة اليمنية بصاروخ (طوفان) المرعب وترسانة عسكرية متنوعة لم تكن في حسبان تحالف العدوان.
إنها اللمسة الأخيرة لإخضاع مملكة الشر وإجبارها على وقف العدوان ورفع الحصار نهائياً، خصوصاً أن العرض المهيب تزامن مع مفاوضات الرياض، وإن عادوا لغطرستهم فنحن أكثر قوة وصلابة من السابق.
الخلاصة أن ثورة 21 أيلول انتصرت، وهذه الترسانة الضخمة ثمرة من ثمار تلك الثورة المجيدة.
ويتبقى علينا إصلاح الوضع في مؤسسات الدولة والبدء بعملية بناء اقتصادي حقيقية.
وهنا اكتملت السعادة بإطلالة سيد الثورة “يحفظه الله”، وخطابه الناري الموجه للداخل والخارج.
نعم كان خطاباً صادماً لفاسدي حكومة صنعاء، أولئك الذين يقتاتون على معاناتنا باسم الثورة وباسم المسيرة القرآنية.
ظنوا أنهم سيضحكون على عقولنا بقرارات سخيفة على أساس أنها ضمن التغيير الجذري، وتوهموا أنهم سيسرحون ويمرحون دون رادع.
التغيير الجذري لم يبدأ بعد يا هؤلاء، ونحن في انتظار ما سيعلنه سيد الثورة في مناسبة المولد النبوي كمرحلة أولى، وأنا أنصح الفاسدين بأن يتوقعوا أسوأ السيناريوهات.
السهم الأول سيصيبهم في مقتل، وليكونوا على يقين أن دماء الشهداء والجرحى لم تذهب هدراً، ما يعني أن السهام ستستمر حتى يكتمل التطهير.

أترك تعليقاً

التعليقات