دموع التماسيح!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
لا أستطيع أن أجد تفسيراً منطقياً لانسلاخ أي شخص عن إنسانيته بهذا الشكل، وكيف يتحول إلى وحش يمشي على الأرض ويسفك الدماء بكل برود دون أي إحساس أو مشاعر!
إلى أي درجة من الدناءة والخسة والحقارة وصل الحال ببعض الناس؟!
أتحدث عن جريمة قتل ابن محافظة عمران، حسن الماخذي، على يد المسخ الذي يدعى زياد الداعري، والتي حدثت في منطقة ردفان بمحافظة لحج.
كانت تهمة الماخذي أنه “دحباشي”، فقط لا غير، فاستحق الإعدام رمياً بالرصاص على يد المجرم زياد الداعري، وهو من أبناء منطقة يافع...
ما أقبح العنصرية، بكل أشكالها، المناطقية والعرقية! وما أحقر من يشجعها أو يسكت عليها!
طبعاً ما يزال القاتل إلى اليوم حراً طليقاً، يسرح ويمرح دون أن يعترضه أحد!
قبائل عمران أعلنت النكف القبلي حتى يتم تسليم القاتل والاقتصاص منه.
أنا لن أتحدث عن مشايخ ووجهاء يافع، رغم أنهم معنيون بإحضار القاتل وتسليمه لجهات الاختصاص.
ولكنني أتحدث عن الأجهزة الأمنية في منطقة ردفان بمحافظة لحج، التي تعتبر المسؤول الأول عن ذلك الوضع المزري وحالة الفوضى.
من المعروف أن وزارة الداخلية هناك وظيفتها حماية قوى الغزو والاحتلال. أما توفير الأمن والاستقرار والحد من الجريمة فليس من اهتماماتها في شيء.
لو كانت هذه الجريمة في صنعاء لكان القاتل خلف القضبان منذ اليوم الأول، وأتحدى أي شخص أن ينكر هذا الشيء.
لن أطيل في هذا الموضوع، فالجميع يعرف الفرق بين مناطق جغرافيا السيادة الوطنية والمناطق المحتلة.
لكن هناك أمر آخر مستفز، وهم الأشخاص الذين يتصنعون الإنسانية ويذرفون دموع التماسيح وهم أحقر الناس.
أولئك الذين صدعوا رؤوسنا بقضية المكحل، وضللوا عقول الناس بتأليف أشياء لا أساس لها من الصحة.
أين هم اليوم؟!
لماذا خرست ألسنتهم؟!
لماذا لا يتحدثون عن مظلومية حسن الماخذي؟!
هذا هو البريء حقاً، وهذا الذي يستحق منا التضامن.
هم مجرد أبواق تعمل لخدمة العدو. ومهما تصنعوا الإنسانية، نحن نعلم أنهم أكثر الناس سقوطاً وانسلاخاً من المبادئ والقيم الإنسانية.
المهم، الإعلام الأمني أصدر توضيحاً لقضية “المكحل” وملابساتها كاملة، ولا أحد يستطيع أن ينكر نعمة الأمن والاستقرار في المحافظات الحرة.
وإذا كان فيكم قليل من الإنسانية، فسخروها للانتصار لمظلومية حسن الماخذي، أو فلتخرسوا وتغلقوا أفواهكم للأبد.

أترك تعليقاً

التعليقات