أطراف الفجور..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

عندما صرَّح «نتن ياهو» في أواخر العام الماضي بأنهم سيستعينون بأصدقائهم في اليمن، لم يكترث أحد هنا، وكان المفترض والطبيعي أن يستفز كلامه كل يمني، ويدخل الجميع في حالة صدمة مصحوبة بغضب شديد، وكتبت حينها مقالاً قلت فيه إن تسليك الناس رويداً رويداً هو ما أوصلنا إلى تقبل مثل هذه التصريحات المستفزة والمرور من عندها مرور الكرام.
في ذلك الوقت ظننت أنه يقصد بتصريحه تلك الأبواق الرخيصة أمثال «البخيتي والآنسي والإرياني» ونباحها ليلاً ونهاراً خدمة للصهاينة، وكنت متأكداً أيضاً من وجود عملاء في المناطق الحرة وظيفتهم رصد المعلومات ورفعها رأساً لضباط إسرائيليين، وآخرين يعملون على إثارة الفتنة بين الناس وزعزعة الجبهة الداخلية، وخيل لي أن هذه المرحلة الأخيرة من الوقاحة والصراحة والجهر بالمنكرات، وأنه لا يمكن للسياسة الصهيونية الخبيثة تسليك المجتمع لتقبل شيء آخر.
لكنها لم تكن المرحلة الأخيرة كما ظننت، ففي عالم العمالة والانبطاح لا خطوط حمراء ولا استثناءات، وحديث «نتن ياهو» آنذاك عن وجود أصدقاء له في اليمن، كان مجرد مرحلة عادية من مراحل التسليك لما هو أفظع وأكبر.
قبل يومين قرأت الخبر الذي لم أتوقع أنني سأقرؤه في حياتي، وبالتأكيد أنت أيضاً لم تتوقع أنك ستقرؤه في حياتك، والأحرار مثلك لم يتوقعوا هذا أبداً، بيد أن هرمون الدياثة الذي يجري في دم الخونة المنبطحين سيجعلنا نرى العجب العجاب.
ضباط صهاينة وطأت أقدامهم الأراضي اليمنية، وقام الخائن «طارق عفاش» بواجب الضيافة تجاههم على أكمل وجه، وبعد التمام وإلقاء التحية العسكرية على أسياده وأوليائه، قدم لهم خطته الناجحة التي تهدف لتسهيل احتلالهم واغتصابهم أرضه وعرضه.
كان في الزيارة إلى ميناء المخا قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو الصهيوني «هرتزي هيلفي» برفقة ضباط إسرائيليين وإماراتيين، وهؤلاء الأخيرون لا شأن لهم من اللقاء غير أنهم يمارسون عملهم الروتيني كقوادين.
فالضابط الصهيوني أتى للاطلاع على سير المعركة في الساحل الغربي، إضافة إلى ترتيب الساحة لإنشاء قاعدة عسكرية لهم وإعطاء الديوث «طارق عفاش» بعض التوجيهات والأوامر التي لا تقبل النقاش، ولأن الإمارات ليست سوى أداة رخيصة لا وزن لكلامها نهائياً، فقد كان دورها في هذا اللقاء لا يزيد عن دور القواد الساعي للجمع بين طرفي الفجور، أما «طارق عفاش» فأنتم تعرفون جيداً ما هو دوره وأي طرف هو.
يجب أن يفور دم كل يمني عند سماع هذا الخبر، ولا بد أن يشتعل الغضب الشعبي في كل شارع وحارة ومقهى، وعلى الضابط الصهيوني أن يعلم أن وجود الديوث «طارق عفاش» لا يعني خلو اليمن من الشرفاء والأحرار.
يظن «نتنياهو» أنه سيتمكن بسياسته الفاشلة من تسليك اليمنيين لتقبل وجود إسرائيلي فعلي على أرضهم، ولا يبدو أن الصهاينة وعملاءهم ينوون وضع خط أحمر أو الوصول إلى مرحلة أخيرة من الوقاحة والصراحة، وهذا ما يوجب على الأنصار التكفل بوضع هذا الخط وتأديب الكيان وأصدقائه الخونة المنبطحين، ولو كان لديهم ذرة عقل لفكروا بوعيد قائد الثورة (يحفظه الله) وحديثه عن قدرة الجيش اليمني ولجانه الشعبية على ضرب العمق الصهيوني، ناهيك عن قاعدة يسعون إلى إنشائها في أرضنا، وهم أكثر من يدرك أنه رجل الفعل قبل القول.

أترك تعليقاً

التعليقات