وهم الوصاية السعودية
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
كانت طائرات بني سعود تقصف اليمن بكل حقد، وكان البارود يمتزج بالرئات والهواء والدماء، وكنا نمشي وسط الدخان بكل شموخ.
لم ترهبنا طلعاتهم الجوية الغادرة، بقدر ما كنا نتمنى أن يواجهونا، لكن المواجهة ليست في قواميسهم، فهم يولون الأدبار منذ أن وجدوا على الأرض، ولا يعرفون سوى الفرار، لأنهم الأشد جبناً وكفراً ونفاقاً وقبحاً في كل مراحل التاريخ الإسلامي والعربي.
لم يكن بنو سعود وقطيع عيال نهيان سيجرؤون على قصف اليمن لو لم يكن عبد ربه وحاشيته ومرتزقة الريال السعودي موجودين بيننا. ولم تكن السعودية ستجرؤ على قصف اليمن لو علمت أننا سنرد الصاع صاعين ونقصف أرامكو في نفس الساعة.. لكن المرتزقة هم الذين زينوا لها وسهلوا لها ومنحوها الإحداثيات، دون أن تهتز لهم شعرة واحدة، لأنهم خونة بالفطرة. وها هم قد ورطوها سبع سنوات وليس كما أوهموها أن الأمر لن يستغرق ثماني وأربعين ساعة.
هؤلاء الخونة أسلموا أنفسهم ووطنهم وشرفهم لبني سعود مقابل تعيينات ومناصب واعتمادات شهرية، ولذلك ماتزال السعودية تتوهم أن باستطاعتها صياغة القرارات وإصدارها نيابة عنا نحن اليمنيين.
احتضنت السعودية عبد ربه منصور هادي، وها هي قد خلعته كحذاء قديم بعد أن استهلكته في مشاويرها وطلعاتها الجوية، واستبدلته برشاد العليمي، الذي هو واحد من كبار مانحي الإحداثيات للسعودية.
مسرحية هزلية تراجيدية، وكوميدية أيضاً، لكنها لا تخصنا، ولا تخص أي يمني حر. فطوال هذه السنوات من العدوان والحرب من أجل أن نتخلص من وصاية السعودية، وليس من أجل أن نعود تحت إبطها، وتحت وصايتها، فقد أصبحنا بالغين ولا نحتاج إلى وصي. نعم، أصبحنا بالغين، وأرامكو تشهد على بلوغنا.
كل مشاورات لا يشارك فيها الشعب لا تخصه، وكل تعيينات من الرياض فهي لا تخص اليمن، ولا علاقة لها بها من قريب أو بعيد. فما حدث كان فرضاً على عبد ربه منصور وجماعته نزلاء الفنادق، ولم يكن لهم حق إبداء الرأي في هذا الأمر، ولن يأخذ برأيهم أحد لأنهم ليسوا أكثر من مرتزقة.

أترك تعليقاً

التعليقات