أشبه بالمعجزات
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
قد يعيش إنسان لعشرات السنين ولا يرى طيلة حياته معادلة تشبه المعجزة في تحقُّقها على الواقع، وهناك معادلات تشبه المستحيلات.
ظل العالم يحاصر اليمن لمدة ثماني سنوات، والآن صار اليمن هو الذي يحاصر العالم بأكمله!
كنا نشكو من الحصار، على مستوى الغذاء والنفط والدواء، وكانت القوى المعتدية تستمتع وتتبجَّح بحصارنا، والآن صارت تحسب لنا ألف حساب، بعد أن صارت سفنهم وبضائعهم ونفطهم تحت رحمة اليمن، وصارت سفن العالم ترفع عبارة “هذه السفينة لا علاقة لها بإسرائيل” ومنذ البارحة أضافوا لها عبارة فصارت “هذه السفينة لا علاقة لها بإسرائيل، ولا بالولايات المتحدة الأمريكية”.
كل هذا في جانب، وهو جانب الحق الذي يقدم الفلسطينيون دماءهم وأرواحهم من أجله. إضافة إلى أن نظرة حكومات وشعوب العالم تغيرت تجاه اليمن، فكثير من الشعوب لم تكن تعرف اسم اليمن قبل هذه المعادلة التي لم تكن صعبة على الإطلاق في نظر اليمنيين.
كان الكيان الصهيوني قد قال إنه سيعيد الحرب على اليمن بواسطة أصدقائه، ويعني أصدقاءه الإماراتيين والسعوديين، وهذا غباء كبير حين يفكر الكيان الصهيوني بهذا المنطق، لكن المثل يقول: “المتحيِّد يمسك بكل شجرة”!
هل يعتقد الكيان الصهيوني أن الإمارات والسعودية سيجرؤون على قصف اليمن لكي نتوقف عن قصف بوارج وسفن الكيان الصهيوني ومن والاه؟!
لن تجرؤ دولة أن تقصف اليمن دفاعاً عن الكيان الصهيوني، فالسعودية والإمارات قد عرفوا حجم اليمن، ويعرفون أن اليمن لا يستسلم، ولا يحني رأسه لأحد، وقد جربوا هذا الأمر طوال ثماني سنوات، إضافة إلى أن شعوب وحكومات العالم الحرة اليوم يقفون في صف اليمن، والسعودية ليست حمقاء إلى هذا الحد، لأنها تعرف أن العالم كله سيقف ضدها، لأنها بهذا ستعلن ولاءها للكيان الصهيوني، ولن يصمت العالم كما صمت من قبل تجاه دمائنا المسفوكة طيلة سنوات العدوان.
أمريكا والكيان الصهيوني وصلوا إلى طريق مسدود، وسيزداد انسداداً كلما أوغلوا في سفك دم الفلسطينيين الذي سيعجل بنهاية الغطرسة الصهيونية والغربية.

أترك تعليقاً

التعليقات