الجارة السارقة 2-2
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا

يسرقون حتى انتصارات المقاتلين اليمنيين في الحد الشمالي، ويحولون هزائمهم إلى بطولات. ذلك الجندي اليمني الشجاع الذي حمل زميله الجريح على ظهره وأخطأته القناصاتُ العمياء، ادَّعوا أنه ضابط سعودي يعود بشهيدٍ متنكراً بزي يمني. والسؤال هو: ما دام ضابطاً سعودياً فلماذا أطلق عليه زملاؤه السعوديون النار؟! حتى الكذب يحتاج إلى ذكاء، لكن فاقد الشيء لا يعطيه؛ إذ لا يمكن لضابط سعودي مهما بلغت رتبته ووطنيته أن يفعل هكذا حتى لو ملؤوا يديه ذهباً وفضة، لأنهم يفرون أكثر مما يكرُّون.
السعودية دولةٌ توسُّعية، قضمت من كلِّ الدول المجاورة لها حدودياً، ووصلت أيديها حتى إلى قارة أفريقيا، لتسرق جزيرتي تيران وصنافير المصريتين.
 قبل ذلك قامت السعودية بسرقة نجران وجيزان وعسير اليمنية. فالسياسة السعودية تجاه اليمن -خلال المائة السنة الماضية- مليئة بالعدوان والحقد على اليمن أرضاً وإنساناً.
منذ أزمنة وهم يحقدون على اليمنيين، فقد كان أهل نجد والحجاز يحدقون إلى أقدام اليمنيين ويتأملون أحذيتَهم وملابسَهم وخناجرَهم... كانوا حفاةً عُراة، بينما اليمنيون كانوا أصحابَ حضارةٍ وصناعة وزراعة، ويرتدون البُرُودَ اليمانية التي كانوا ينسجونها، والسيوفَ اليمانية التي كانوا يصنعونها منذ آلاف السنين...
ولأن اليمنيين أصحابُ زراعة فقد عرض الملك عبدالعزيز بن سعود، في أربعينيات القرن الماضي على إمام اليمن يحيى حميد الدين، أن يأخذ القاز الذي كان يُستخدم حينها لإضاءة الفوانيس، مقابل أن يعطيَه بالمقابل قمحاً وشعيراً، فرد عليه إمام اليمن بالقول: "حياكم الله.. الشابع يرقد من مغرب". ومع ذلك لم يرد الإمامُ الوفدَ السعودي خائباً، بل أبلغه موافقتَه على منح السعودية 65 ألف قدحٍ من الذرة كقرض لمساعدة الشعب السعودي.
حتى الدعاةُ السعوديون يحذون حذو سابقيهم في السرقة، فها هو عايض القرني اللص الأشهر بين كل الدعاة يسرق كتاب "لا تيأس" للكاتبة سلوى العضيدان التي رفعت عليه قضية وشهَّرت به في المحاكم، وتم الحكم عليه بدفع غرامة قدرُها 330 ألف ريال سعودي، كما تم تغريـمُه 150 ألف ريال سعودي في الدعوى التي رفعها أبناء الكاتب الدكتور عبدالرحمن باشا، لسرقته مقاطع من كتاب "صور من حياة الصحابة" في برنامج تلفزيوني دون أن ترفَّ لهذا القرني شعرة.
الشاعر المصري سمير فراج رفع قضية ضد عايض القرني لسرقته كتاب "شعراء قتلهم شعرهم"، ليقوم القرني بتغيير عنوانه إلى "قصائد قتلت أصحابها".
حين يكون الدعاة ورجال الدين بهذا المستوى من الانحطاط الفكري والأخلاقي، دون رادع من علم أو دين، فكيف يُرتجى الخيرُ والمصداقية من رجل دينٍ يرتدي لحيةً ويقيمُ محاضرات يُوهِمُ الناسَ بها أنه من أهل الله، ثم يقوم بالسطو على كتب الآخرين؟!

أترك تعليقاً

التعليقات