وهم الإمارات
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي

تدرك الإمارات جيداً أنها لن تجرؤ على طلب الانسحاب من جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران. لكنها استجمعت شجاعتَها دفعةً واحدةً وطلبت من اليمنيين الانسحاب من سواحلهم!
وقبل ذلك لعبت دور المحتل، ونزلت بجنودها في جزيرة سقطرى، وكأنها تريد تجريب شعور الغازي والمحتل، لتغطِّي على عُقد نقصها وتتخلَّص من دونيتها ولو لأيامٍ معدودة، فقد تعرفُ معنى الزهو الذي سيزيدها انتقاصاً، وهي بذلك كالطاووس الذي يتبختر ويزهو، ثم يولول حين ينظر إلى قوائمه الخلاسية القبيحة.
منذ أول أيام الحرب على اليمن، والإماراتُ عينُها على عدن ومينائها، بينما عينُ السعودية على ميناء الحديدة، ظناً منهم أنهم سيتمكنون من إحكام قبضتهم على غذائنا ولقمة عيشنا، فبعد أن فشلوا في حربهم على اليمن عسكرياً لجؤوا إلى الحرب الاقتصادية، وقد حاولوا قبل ذلك حصار المطارات والموانئ، وساوموا على ميناء الحديدة مقابل تسليم الرواتب!!
كيف لدخيلٍ أن يساومك على حقك مقابل أن يعطيك إياه؟!
بل أي عقول يمتلكونها حتى يفكروا بهذه الطريقة التي ستكون شبيهة ببيعة أبي رغال الشهيرة كأرخص بيعة لأغلى بقعة، حين باع مفاتيح الكعبة بزق من الخمر؟!
جاءت الإمارات إلى سقطرى فسرقت طيورها وحيواناتها النادرة، وحاولوا نقل شجرة دم الأخوين إلى بلادهم ليصنعوا لهم حضارة، وهم يجهلون أن هذه الشجرة اليمنية الخالصة تموت بمجرد أن تخرج من الجزيرة، إذ إنها لا تنمو إلا على تربة سقطرى.
الإمارات دويلة طارئة ذات حضارة زجاجية، حضارة هشة يشغلها سباق الهجن أكثر مما يشغلها بناء الإنسان، وتنفق على تلميع وجوه شيوخها أكثر مما تنفقه على مراكز الدراسات والبحوث ومشاريع الترجمة.
ظنَّ عيال زايد أنهم سيستطيعون صناعة تاريخ لهم في اليمن، وجهلوا أن اليمني لا يبتسم لدخيل، ولا يمد يده لمصافحة محتل، وأن اليمني لا ينسى ثأره، ولا يقبل بجبر الضرر ولا بجبر الخاطر، حتى لو ألبست الإمارات جبال اليمن بالذهب، فقد كان أجدادنا يعبدون الشمس بهامات مرفوعة كي لا تنحني رؤوسهم لأحد.
ثلاث سنوات أضاعتها الإمارات بمعيةِ السعودية ودول تحالف الحرب على اليمن، باحثةً عن فردوسٍ مفقودٍ، وعن تيجانٍ لن تكون على مقاس رؤوسهم، وربما أنها شعرت ببعض النشوة حين رأت صور شيوخها في شوارع عدن، وأعلامها ترفرف في أيدي صبية وأطفال حملوها مقابل النقود والحلوى، أو على بعض السيارات المدفوعة الأجر!  
لو أنها استغلت هذه السنوات في مقاضاة إيران ومطالبتها بإعادة الجزر الثلاث لكان أجدى لها، لكنها لا تجرؤ على الوقوف أمام إيران، لأنها تعرف حجمها جيداً.

أترك تعليقاً

التعليقات