رمضان كريم
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

جاء رمضان فتحوَّل أكثر الناس إلى فقهاء، وفتحوا نوافذ الوعظ على مصراعيها.. يتدخلون في شؤونك إن سمعت أغنية أو كتبت منشوراً غير رمضاني، لأنهم أغبياء لا يعرفون الله إلا في رمضان.. وحين تضحك فأنت لا تغضب الله ولا تخدش الحياء، بقدر ما هو محاولة لمقاومة كل هذا الموت والدمار في أنفسنا وفي حياتنا.. وهناك من سينهرك إن رآك تضحك ويسألك: أمانة أنت صايم؟ لأنهم اعتنقوا المثل الذي يقول: لا تحاكي صايم بعد العصر.
«رمضان يجي برزقه».. مقولة تستخدم عندنا في اليمن لجعل الفقراء يتفاءلون.. مع أنه يأتي ليأخذ رزق سنة كاملة، لأن الناس لم يفهموا جوهر الصيام والجانب الصحي والاقتصادي في رمضان، وقد أصبح رمضان يأتي لوحده منذ بداية العدوان على اليمن قبل 6 سنوات.
في اليمن.. لم يعد أحدٌ يفرح بقدوم رمضان، فقد أصبحت السنة كلها رمضان.
وفي كل عام يختلف المسلمون في البلد الواحد على هلال رمضان.. مع أن بإمكانك أن تجد جدولاً لمواعيد خسوف القمر وكسوف الشمس خلال المائة السنة القادمة، وتحديد مواعيد الكسوف ومدة استمراره بالدقيقة والثانية وجزء من الثانية، لكنك لن تجد شيئا يتفقون عليه حول هلال رمضان، رغم أنه يأتي مرة واحدة كل عام.
هل عجزت التلسكوبات وعلوم الفلك عن تحديد هذا الهلال، أم أنه أصبح هلالاً سياسياً يظهر متى شاءت الدولة الفلانية، ويختفي متى شاء الحاكم الفلاني، لاسيما أن لجنة مراقبة الهلال تابعة للسلطة دائماً.
حين يرى الإنسان أن رمضان مرَّ، وجاء رمضان الثاني ولم يحقق شيئاً سوى الإخفاقات، فحريٌّ به أن يتوازن وأن يحاول ألَّا ينتكس أكثر.. لكن المواطن اليمني ينقصه الكثير من الوعي بأسلوب حياته والطريقة الصحيحة التي يجب أن يسيِّر هذه الحياة وفقاً لها، لكي يشعر بلذتها وقيمتها.

أترك تعليقاً

التعليقات