الشاب الخلوق!
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
دائماً ما تصلنا دعوات زفاف، ودائماً ما نقرأ هذه العبارة "بمناسبة زفاف الشاب الخلوق".. وكأن الضرورة تقتضي إيراد هذه العبارة، حتى وإن كانت أسرة العريس وأهل حارته وسكَّان قريته يعرفون أنه ليس "خلوق"، ولا يعرف ماذا تعني هذه الكلمة!
أما حين تصل دعوة نسائية لحضور عرس فتاة، فإن العبارة التي يكتبونها في الدعوة هي "بمناسبة زفاف ابنتنا الغالية".. مع أن الكثير من الأمهات لم تقل هذه الكلمة لابنتها مطلقاً، ولم تتحدث إليها عن خصوصيات النساء والأشياء التي تطرأ عليهن، لتعلِّمها كيف تواجه هذه الأشياء، ولم تتعامل معها كصديقة، فأكثر الأمهات يتعاملن مع بناتهن بشكل رسمي، ولا يصدر عنهن غير البَهْرَرة والعين الحمراء.
أكثر الفتيات “الغاليات” يوافقن على أي زوج، ودون أي شروط، لمجرد أنها تريد أن تتخلَّص من الوضع الذي تعيشه، ومن الرسمية والكُلفة التي تقف في كلّ حديث أو موقف بينها وبين أفراد أسرتها، وهناك من هي واقعة تحت رحمة الخالة أو تحت صرامة أب لا يعرف كيف يتعامل مع أولاده.
فجأة تصبح البنت غالية والولد خلوقاً حين يتزوجون ويغادرون بيت الأسرة.. وما ضرَّنا لو أخبرناهم بذلك بشكل غير رسمي، فكم تتمنى البنت أن تسمع كلاماً حلواً ومشجِّعاً، لأنها لا تسمع سوى الصوت المرتفع من كلِّ المحيطين بها، ولا تتلقَّى غير الأوامر: اغسلي، امسحي، اطبخي، رتِّبي الثياب، اغسلي القات، اكوي الملابس، فقط، بدون أن تكون كلمة “شكراً” حاضرة في هذا الخطاب، أو كلمة “تسلمي”!
ليس عيباً أن يشكر الأب ابنته على أي شيء تقوم به.. جرِّبوا ذلك، وسترون أنه أقلُّ ما نقدِّمه لبناتنا، وسيكون هذا القليل كثيراً في نظرهن.

أترك تعليقاً

التعليقات