أرشيف العدوان
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
المؤتمرات الصحفية الذي كان يتحدث فيها الناطق السابق باسم العدوان، أحمد العسيري، ويتبجَّح بأن الغارات كانت ناجحة وأصابت أهدافها بدقة عالية، ويعلن أنه تم تفجير مخازن الأسلحة والمعسكرات، واستهداف مخازن الغذاء والتموين.. كل تلك المؤتمرات التي كان يعقدها هي توثيق لجرائم بني سعود ضد اليمن، ومازالت محفوظة في أرشيف كل يمني كان يواجه قصف السعودية وأحقادها.
حتى استهداف البنية التحتية قال عسيري إنه غير محبّذ، لكنها الضرورة!
ما الذي بقي للدولة والشعب؟
قصفوا كل شيء بحجة أنه تابع للحوثي، وتحت مبرر أن هذا القصف لصالح أمن واستقرار اليمن!
وبعد أن قصفوا كل المعسكرات والمستشفيات والمدارس ومصانع الأغذية، ومخازن السلاح، ومخازن الحبوب، ومحطات البترول وناقلات الزبادي والقمح، وقتلوا المدنيين والأطفال، أين سنجد أمن واستقرار اليمن الذي كان يتحدث عنه بنو سعود، بعد كل هذا؟
الفاتورة السعودية لصالح اليمن باهظة، ولا بد من حساب. وهذه الفاتورة ليست مرتبطة بالجانب المادي، فنحن لا نقبل تعويضات مقابل دمائنا ودماء أطفالنا.
كان ناطق العدوان يؤكد أن الغارات على اليمن تأتي استجابة لدعوة الرئيس عبد ربه هادي، وكلنا نعلم أنه إذا كان المتكلم مجنونا، فالمستمع بعقله.
لطالما أفزعوا الطيور في أعشاشها، وأيقظوا الأطفال من أحلامهم، وكانت القذائف ترسم لنا قبوراً كبيرة تتسع لكل أحقاد بني سعود.
أطلقت السعودية كل نزلاء الفنادق، وشكَّلت لهم حكومةً حسب مزاجها، ومازال عبد ربه منصور هادي رهينة في قبضة السعودية، ولا أظن السعودية ستقوم بإطلاقه كي لا يذهب إلى أي دولة ويفتح فمه في أي مؤتمر صحفي، ويبوح بكل الأسرار التي دارت في الفندق، ويفصح عن كل المؤامرات والقرارات التي كان محمد بن سلمان يصدرها نيابة عنه دون علمه، لأن إطلاق هادي يشكِّل خطراً على السعودية، ولا بد أن تواصل السعودية إخفاءه والتحفظ عليه لإسكاته، كي تضمن سكوته، وهذا يعني أنها لن تتركه يغادر أراضيها إلا بداخل صندوق خشبي ليدفن وتدفن معه كل أسرار هذا العدوان القذر.

أترك تعليقاً

التعليقات