خط أحمر
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا

كانت حدود السعودية خطاً أحمر.. لكن المقاتل اليمني لم يتعلم معنى التوقف أمام الخطوط الحمراء.. اليمني الذي ربَّته أمُّه ولم يتربَّ في الحضَانات أو في أحضان الشغالات.. اليمني الذي يرى الوطن من منظار كرامة وعز وشرف، ولم يتعامل مع وطنه على أنه تابع لأسرة.. اليمني الذي يقاتل عن قضية ويدافع عن وطن يتعرض لعدوان.. كيف له أن يفرَّ أو يترك سلاحه خلفه؟! كيف له أن يهربَ وهو يسوقُ المنايا تجاهه كما لو أنها طوع يديه، ومفردة (الفرار) ليست في قاموسه؟! فكما يقال في اليمن: النار ولا العار.
 اليمني يستطيعُ القفزَ على الخطوط الحمراء، ولكي يؤكد لهم أنها حمراء صبغها بدمائهم، وأشعلها كما لو أنه في حفلة شواء.
قال بن سلمان ذات يوم، في مؤتمر صحفي، إن باستطاعته أن يحشد القوات البرية السعودية لوحدها، وفقط في خلال أيام قليلة يتم الانتهاء من كل شيء!!
يا للهول!!
هل هو جادٌّ في قوله هذا؟!
عن أي قواتٍ بريةٍ يتحدث؟! 
ولماذا حشد جيوشاً من كلِّ الدولِ وأنفق عليها مليارات الدولارات ما دامت قواته البرية تستطيع خوض الحرب لوحدها؟!
هل يقصد هذه القوات البرية التي تفرُّ من أمام رجل يمني واحد؟!
أم يقصد القناصة الذين حشرهم شاب يمني بمفرده بداخل كهف وجعلهم يتمنون أنهم لم يقفوا هذا الموقف؟!
القوات البرية التي اشتعلت في جبال ووهاد السعودية؟! أم القوات البرية الذين يلتقطون السيلفي في المتارس، ويسجلون القصائد النبطية؟! أم القوات البرية الذين يتم التسول لهم في منابر المساجد، بينما تذهب أموالُ السعودية لجيوش دول أخرى؟!!
بالتأكيد هناك قوات برية سعودية، لكنها لم تستطع، وحدها، ولم ولن تستطيع بكل القوات البرية والجوية والبحرية التي حشدها بن سلمان ضد اليمن أن تأخذ شبراً واحداً.. فكيف بجنود يقولون عن أنفسهم في (تويتر) إنهم مزز أن ينتصروا على رجال يطلقون على أنفسهم (رجال الموت.. حنشان الظما)؟!
حين يتحدث الواقع فلا مجال للفوتشوب الذي تصنعه السعودية لتغطية عورة جنودها الأشاوس. وحين يتم الدوس على أرضهم وجنودهم وسلاحهم فلن تستطيع الفعاليات التكريمية والدروع التي يمنحونها لجنودهم الذين يسمونهم أبطالاً أمام الإعلام، أن تزيِّن الهزيمة، ولن تفلح الشيلات والقصائد والمديح في تلميع وجوه تم تمريغها في التراب.

أترك تعليقاً

التعليقات