معركة كرامة ومصير
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
عشرات الطائرات «الإسرائيلية»، حرص الصهاينة -قبل يومين- على نشر مقاطع فيديو لها وهي تنطلق من قواعدها الجوية، محمَّلة بالقنابل الحاقدة لقصف اليمن. إلى جانب نشر صور الحرائق التي نتجت عن هذا القصف، وكأن «إسرائيل» بهذه الفيديوهات والصور تريد أن تلعب في ميدان الحرب النفسية، لتوحي لليمنيين أن هذا الدمار سوف يتسع ويشمل مناطق كثيرة، وأنهم أقوياء ويستطيعون ذلك.
نحن نعرف أن «إسرائيل» كيان محتل جبان، لا يستطيع مغادرة مربع الإرهاب والقتل العشوائي الذي لا يصدر إلا عن ذليل خائف...
 فبعد كل ضربة تصيبهم يظهرون في شاشات التلفزيون بوجوههم المصفرَّة، وأحاديثهم المرتبكة، وقد رأينا نتنياهو بعد الضربة القوية التي تعرضت لها «إسرائيل» من اليمن وإيران والعراق ولبنان في يوم واحد، فقد ظهر متحدثاً عن هذه الضربة ويداه ترتعشان، إلى حد أن الورقة التي في يديه كانت تهتز كقلبه، فاضطر المصور إلى تقريب الصورة لإخفاء الرعشة التي أصابت يدي نتنياهو.
لا شك أن «إسرائيل» حاقدة على اليمن، لأنها تجرأت، بل كانت أول دولة تتجرأ على قصف منشآتها وقواعدها ومطاراتها، بعد «طوفان الأقصى» قبل عام بالضبط، ومازالت اليمن تقصف هذا الكيان الإرهابي حتى اليوم بالصواريخ. ولولا أن اليمن كانت السبَّاقة بإرسال المسيرات والصواريخ، وقصف واحتجاز وحصار السفن «الإسرائيلية» وإحراقها في البحر الأحمر نصرة لغزة، وإسناداً للقضية الفلسطينية، لما تجرأت إيران أو غيرها على قصف الكيان الصهيوني. فقد كشفت اليمن للعالم هشاشة العدو المحتل، وأن أي دولة بإمكانها أن تمرغ أنف هذا المحتل في التراب، لكن من اعتادوا دفن رؤوسهم في الرمال، وإغماض عيونهم عمَّا تفعله «إسرائيل» بإخوانهم وجيرانهم في غزة، قد فقدوا القدرة على رفع هذه الرؤوس التي بالغت في خضوعها وانحنائها للعدو الصهيوني، لأن من عاش بلا كرامة لن يشعر بأن هناك شيئاً ينقصه.

أترك تعليقاً

التعليقات