وسقط البشير
 

عبدالمجيد التركي

عبدالجيد التركي / لا ميديا -

في التسعينيات، بعد أن اجتاحت المجاعة مدن السودان، كنت أسمع عن البشير كثيراً، في خطب المسجد، وفي المقيل أيضاً حين يكون هناك بعض المنتمين إلى تيار الإخوان المسلمين... كانوا يتحدثون عن عدله بالإجلال نفسه الذي يتحدثون به عن عمر بن الخطاب، فكنت أقول في نفسي: ربما أن ذلك لتشابه الأسماء فقط! وكان هناك من يتحدث عن زهده مستشهداً بزهد عمر بن عبدالعزيز... وأقول تشابه أسماء أيضاً، وكأن الذين يحملون هذا الاسم لا بد أن يكونوا هكذا؟
 بعد حدوث المجاعة في السودان كان الإخوان المسلمون يكذبون في حديثهم عن نهضة السودان وعدل البشير فوق ما لا يتوقعه مواطن سوداني، فقد قيل إن البشير أصبح يصدر السُّكر إلى معظم دول العالم، وأنهم زرعوا القمح حتى أصبح السودان أكبر سلة غذائية في العالم!
أما عن ورع البشير وتقواه فقد قيل لنا إنه يخرج إلى المسجد فجراً لوحده دون أي حراسة، كالخلفاء الراشدين، وأنه يصلي بالناس و... فأتساءل: ما شأني أنا بهذه الترهات؟!
حتى وإن كنت مواطناً سودانياً، ما شأني بصلاة البشير وخروجه وحيداً؟! لا شأن لي به، فلا أريد منه أن يدلني على طريق الجنة بقدر ما أريده أن يؤمن لي لقمة شريفة وحياة كريمة.
ألم يتحدث الزنداني وصعتر بعد عن سقوط الخليفة عمر البشير؟! أم أنهم لا يجرؤون الآن وهم على موائد بن سلمان كقطط مشردة؟!
دائماً يقومون بتلميع الطغاة واللصوص والقتلة، كما هو شأنهم مع شخصيات ماضوية كثيرة. أما أنا فلم يكن عمر البشير في نظري حينها، رغم صغر سني، سوى لص شبع بجوع شعبه. 

عمر البشير، هذا المجرم الذي أرسل جنوده وجنجويده لقتل أطفال اليمن، بصفقات رخيصة مع المجرم بن سلمان، وأيَّد صواريخ السعودية وقصفها على اليمن التي وقفت مع السودان أيام مجاعته، ها هو قد سقط، وسيسقط كل المتآمرين على قتلنا، وستسقط مملكة بني سعود لا محالة، وستظل تلاحقهم دماؤنا حتى تسقط جمهورياتهم وعروشهم ويتحولون إلى لاجئين أو يتم تعليقهم في المشانق، فسيناريو العراق سيتحقق في السعودية، ولن يطول هذا الأمر.

أترك تعليقاً

التعليقات