«مقبرة شهارة»
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
«السِّرار».. مقبرة كبيرة في شهارة، واسمها بلهجتنا يعني «الحبل السري».
كأن هذه المقبرة آلة زمن لحياة جديدة..
تحكي لي جدتي عن هذه المقبرة:
أحدهم رأى ضوءاً يتلألأ كلوحة الإعلانات فوق أحد القبور..
وآخر سمع أنيناً يخرج من قبر مشروخ في منتصف الليل..
وأنا كنت أمشي مسرعاً من جانب هذه المقبرة ليلاً، وأستحضر كل الحكايات التي سمعتها..
أمشي بأسنان تصطك من الخوف، وبشبشب أكبر من قدمي..
أجري بعينين جاحظتين والموتى يرجمونني.
وحين خلعت الشبشب توقفت الحجارة عن قذف ظهري.
ماذا يفعل الميتون في هذه المقبرة المرعبة؟
تبدو مزدحمة مثل قاعة عزاء.. والموتى مشغولون بالحديث عن ذكرياتهم وأسباب موتهم، واعتذاراتهم التي لم يقولوها قبل أن يغادروا.

أترك تعليقاً

التعليقات