«اجتماع طارئ للحشرات»
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
قامت القيامة في غزة، وتناثرت البيوت، ودُمرت المستشفيات، وحُشر الناس تحت الأنقاض، وتطايرت أشلاء الأطفال والنساء، ومن لم يمت بالقصف الصهيوني مات من الخوف والجوع وقلة الدواء، ومازال عايض القرني كل مساء يوصينا بأذكار النوم، وفي الصباح يوصينا بأذكار الصباح والمساء، ويوم الجمعة يدخل تويتر ليكتب تغريدة يوصينا فيها بالإكثار من الصلاة على نبي الهدى.
وبالأمس أعلن عن حذف حسابه في التيك توك تضامناً مع وطنه السعودية، ويدعو لمقاطعة هذا التطبيق.. وتداولت المواقع والصحف هذا الخبر العظيم الذي يعتبر واحداً من فتوحاته وإنجازاته...
ليس غريباً أن يصمت القرني عن مجازر الصهاينة في غزة، فهو على دين ابن سلمان، سيده وولي نعمته.
لا أدري لماذا تم عقد القمة العربية الإسلامية في الرياض؟
ماذا سيقول ابن سلمان في هذه القمة بشأن غزة، وهم يمنعون رفع علم فلسطين في السعودية، ويمنعون الدعاء لأهل غزة، ويمنعون خروج أي مظاهرة مؤيدة لغزة.. أما خطباء المساجد الذين يدعون لغزة فيقوم رجال الأمن بسحبهم من فوق المنابر للزج بهم في السجون، وهناك دعاة ووعاظ يحرمون من يدعو إلى الجهاد في غزة إلا بإذن من ولي الأمر.. وهناك من وصلت به التفاهة إلى حد أن يحرِّم مشاهدة خطابات أبو عبيدة، لأنه محرض للرجال وفتنة للنساء!
قمة عربية وإسلامية لم يقولوا فيها شيئاً يستحق هذا الاجتماع الهزيل.. كلهم قالوا كلاماً إنشائياً لا يهز في الكيان الصهيوني شعرة واحدة، وكلهم اتفقوا أن يقولوا: لا بد من رفع الحصار عن غزة، ودعوا إلى إيقاف الحرب.
حين رأيتهم يلتقطون الصور الجماعية في هذه القمة، تذكرت قصيدة البردوني: “اجتماع طارئ للحشرات”.
ماذا لو أن هؤلاء الزعماء وجهوا كلمة واحدة للعدو الصهيوني، وقالوا: إذا لم تتوقف الحرب في غزة فإننا جميعاً سندخل المعركة ونحرر فلسطين بأكملها خلال أسبوع واحد؟
يكفي أن يقولوا هكذا، مجرد قول فقط، وستتوقف إسرائيل عن همجيتها، وستحسب أمريكا للعرب ألف حساب.. لكنهم زعماء من ورق، باعوا أنفسهم للشيطان، مطبِّعون مع إسرائيل، والبعض منهم يدعمونها بالمال والسلاح وبناء المستوطنات.

أترك تعليقاً

التعليقات