إحباط منتصف العمر
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
ما إن يصل أحدنا إلى سن الأربعين ومازال في نفسه هوىً لسماع أغنية قديمة، أو لسياحة، أو للذهاب إلى أي مكان، حتى يُقال له: “قد أنت ربِّ أوزعني”!
حتى إن شاهدك أحد وأنت تضحك، ستظلُّ تسمع كلمات كـ”أزمة منتصف العمر”، “ربِّ أوزعني”، “يا الله بحسن الخاتمة”.
أما المرأة حين تصل إلى هذه المرحلة فإنها ستكون مسكونة بما يسمَّى “سن اليأس”.
أية مفردات هذه التي تملأ النفس إحباطاً وتجعل المرء يبحث عن حلمٍ يتوكَّأ عليه ويهشُّ به على كلِّ هذا الإحباط ليقدر على مواصلة الحياة؟
هذه الإحباطات هي صناعة عربية بامتياز.. فحين ننظرُ لحال البشر خارج الخريطة العربية سنجدهم يتفرَّغون للحياة ولأنفسهم من بعد سن الأربعين، ومن بعد الخمسين أيضاً، ويدَّخرون ما استطاعوا من المال انتظاراً للتقاعد ليتفرَّغوا للسَّفر والسياحة ولعب الرياضات المفضَّلة لديهم ولن تستغرب إن كنتَ في بريطانيا ووجدتَ امرأة في الستين من عمرها تقود درَّاجة، أو تلبس بدلة رياضية وتمارس رياضة الجري من الصباح الباكر.
الآخرون ليسوا مسكونين بهذه العُقد التي يعاني منها العرب، فهم لا يعرفون معنى “أزمة منتصف العمر”، ولا يبالون بمقولة “سن اليأس”، لذلك تجدهم مبتسمين على الدوام، وملابسهم نظيفة، بخلاف من وصلوا سن الخمسين عندنا.
وليس أدلّ على ذلك من مشاهدة برنامج الكاميرا الخفية، فلو شاهدنا كاميرا خفية عربية وأخرى غير عربية لعرفنا مقدار النَّزق الذي نحمله، مقابل الابتسامة والبرود الذي يتحلَّى به أولئك الهانئون بحياتهم.
نحن نغضب لأتفه سبب، ونثور إن استفزنا أحد بكلمة، أو حين ندخل في نقاش سياسي أو تاريخي.. وطالما نسمع عن جرائم حدثت وقُتل فيها إنسان لأجل مائة ريال أو لأجل ولَّاعة!
لقد أثَّر هذا الإحباط على نفسياتنا فأصبحنا لا نُطاق.

أترك تعليقاً

التعليقات