لا يعنيني كل هذا
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

لم أشارك في أي ترند، ولا عملت تطبيق «صراحة»، ولا «الانطباع الأول»، ولا يهمني رأي أحد فيَّ.
لو فكرت في انتظار طبطبة من شخص مجهول، سأشعر بأنني مريض وغير طبيعي. 
لا أعد الإعجابات والقلوب الحمراء على منشوراتي، وليس عندي فضول لأفتحها وأرى من وضع إعجاباً، لأن هذه الإعجابات ليست حساباً جارياً ولا حساب توفير.
أحب كل الناس بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، وأحترم آراءهم ومعتقداتهم وطرق تفكيرهم.
أعيش بهدوء ومتصالح مع نفسي، وأستحي أن أطلب رأي شخص فيَّ وانطباعه عني، لأني أعرف نفسي جيداً، ولا أعمل بنصائح الآخرين، ولا يزعجني رأيهم عني لكوني معقداً ولا تعجبني الأشياء التي تعجب الجميع.. لأني لا أعجب حتى نفسي في معظم الأحيان، وأفسد محاولاتهم في إقناعي أن أكون نسخة منهم.
جلال الدين الرومي.. شمس التبريزي.. أوشو.. وأشياء من هذا القبيل...
منذ سنوات توقفت عن قراءة الكتب الرزينة التي أتخيل صاحبها جالسا بثيابه البيضاء وهو يغمس الريشة في المحبرة ويكتب على جلود الغزلان والأرانب والماعز لا أحب الوقار في الكتابة والتظاهر بالرزانة والعمق والفلسفة.
أحب الكتابة العبثية التي تتماشى مع كل هذا العبث الذي نعيشه.. أحب الأدب اللامنتمي.. لأننا لا نشعر بأي انتماء من أي نوع.. أحب رواية «الحارس في حقل الشوفان».. رواية «كلهم على حق».. رواية «واحد ولا أحد.. ومائة ألف».. أحب رواية «الجوع».. «العمى».. أحب الكتاب الذين يسخرون حتى من أنفسهم، الذين تراهم على الورق كما هم في الواقع.
الذين لا يتصنعون الرزانة كما يفعل الروائيون الروس الذين يجعلونك تعرف البلغم والحموضة لكثرة لغاجتهم في السرد.. وبالذات تولستوي السامج.
إن كان لا بد من وجود الأدب الروسي بداخل رأسي، فسأكتفي بدستوفيسكي وتشيخوف.
هناك روايات تجعلك تتحسس البساط السحري تحتك.. وتتحسس أضلاعك لإحساسك بأن هناك أجنحة نبتت فجأة.
أوشو رائع، لكنه لا يناسب طيشي.. لست مستعدا لأن أكون غاندي، أو راهبا في التيبت.. أشعر أن أعماقي صافية بدون الحركات النص كم حق أو شو.
جلال الدين الرومي لن أقرأه لكثرة ما يردد الجهلة مقولاته على «فيسبوك».
شمس الدين التبريزي لا يعنيني.

أترك تعليقاً

التعليقات