بيت المخترعين
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا

قبل 25 عاماً، في سن المراهقة بالتحديد، قرأتُ كتاباً عنوانه (حوار مع جني مسلم).. كدت أموت من الرعب وأنا أقرأ كلام الجني، وأتخيل صوته في تلك الإجابات التي أوردها مؤلف الكتاب.
هذا الجني المسلم اسمه مصطفى كنجور، وهو من عائلة هندية كما قال المؤلف.. وحين كبرت بحثت عن اسم هذا الجني في (جوجل) لأتواصل معه، ولكني لم أجد عنوانه.. المهم أنه كتاب تافه، لمؤلف لا يعدو أن يكون تافهاً.
بعد قراءتي لهذا الكتاب بأشهر قليلة فاجأني صديق بأن أخرج من جيبه شريط كاسيت، فاقترح عليَّ أن أسمعه لوحدي لأنه +18، فسألته عن محتواه، فقال لي إنه تسجيل لأصوات البشر الذين يُعذَّبون في القبر.. ارتعشت مفاصلي من هذا الكلام المرعب، وحين سألته: من اكتشف هذه الأصوات وقام بتسجيلها؟ أجاب أنها آخر اكتشافات الشيخ عبدالمجيد الزنداني!
تذكرتُ قصة قرأتُها عن عمر بن الخطاب، فقد قال الرواة إنه حين أدخلوه إلى القبر لم ينتظر أن يسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه، بل بادر هو بسؤال منكر ونكير: من ربكما؟ وهذا حدث أيضاً قبل اكتشاف الكاسيت.. ولا أدري كيف تم تسجيل هذه الحادثة؟ إلا إذا كان عمر قد قام بسؤال منكر ونكير في مكان عام ليحرجهما بأسئلته.. الله أعلم!
لا أدري كيف وضع الزنداني هذا الكاسيت في القبر ليتم تسجيل أصوات الكفار وهم يعذبون!
مثل هذه الأشرطة وهؤلاء المشائخ يسوقونك سَوْقاً إلى النار وهم يضعون في يدك تذاكر الجنة ليسلبوك مالك وتقواك وصواب رؤيتك، ويسرقوا منك حسن ظنك بالله.. لماذا يخوِّفوننا من الله بدلاً من أن يحبِّبونا به؟
 نعم.. إنه الشيخ الزنداني الذي اخترع دواءً للإيدز، وتفوق على العالم المتقدم طبياً وعلمياً.. لقد اخترع الزنداني هذا الدواء الـمُعجز الذي لم تستطع معامل الغرب بجلالة قدرها أن تخترعه أو تتوصل إلى اكتشاف علاج بدائي لهذا المرض، رغم إمكانياتهم الهائلة، ورغم مراكز البحث العلمي الضخمة، واكتشفه الزنداني الذي يحمل شهادة صيدلة.. يا لهذه السخافات التي يصدقها قليلو العقول!
 الزنداني أعلن ذات يوم أنه اخترع علاج الفقر أيضاً، لكنه لم يطلب براءة اختراع عن هذا العلاج ولم يتحدث عنه.. وتساءلت كثيراً: هل يتم استخدام هذا العلاج وريد أم عضل؟
قبل أيام ظهر محمد عبدالمجيد الزنداني في مواقع التواصل الاجتماعي، ليبشر الناس بأنه قد اخترع دواء للسرطان!
هذا الشبل من ذاك الأسد.. ويبدو أنه سيواصل السير على خطى أبيه، فما زال لديهم مريدون وأتباع يؤمنون بهذا السحر.. (ولا يفلح الساحر حيث أتى).

أترك تعليقاً

التعليقات