ما يعيبه إلا جيبه!
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
الرجل ما يعيبه إلا جيبه.. هذه المقولة القبيحة التي تتم بواسطتها شرعنة كلِّ شيءٍ لصالح الرجل، مقابل تضرُّر المرأة.. لأنها الحَلقة الأضعف في المجتمع.
فحين يكون الرجل بديناً وكرشه مُتدلِّية أمامه فإنه يستطيع الزواج، ويستطيع أيضاً أن يشترط أن تكون الزوجة رشيقة.. وحين يقولون له أنت لست رشيقاً، يقول: اللي مابش معه كرش ما يسوى قرش!
يفترض أن يكون المعيار الأهم هو حسن الخلق، والدين، وهو ما أوصى به النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله.
الرجل القبيح يتزوج بامرأة فائقة الجمال، وتراها تعيش معه بكلِّ رضا وقناعة ومحبة.. لكن الرجل لا يمكن أن يعيش مع امرأة ليست جميلة أو عادية الجمال. ولأنه رجل فإنه يتخلَّى عنها بمجرد أن تفقد جمالها في حادث عرضي، أو بأعراض الترهُّل الذي يكون هو سببه الرئيسي.. لكن الرجل حين يتعرَّض لإعاقة أو تشوُّه فإنها تكون أشهمَ منه وتنذر حياتها لخدمته ورعايته.
هي أشياء اعتدنا عليها منذ أن وجدنا أنفسنا بهذا المجتمع الذي يقدِّس الرجل ويُعلي مكانته.. فحين يفكر الرجل بالزواج يرسل كلَّ معارفه لرؤية العروس لفحصها وللتأكد من خلوِّها من أيِّ عيب أو تشوُّه أو حتى خدوش بسيطة.. بينما المرأة تقبل الزواج برجلٍ معاقٍ سيقضي حياته معها على كرسي متحرك!
هل هو الفقر؟ أم أنها عاطفة المرأة التي تغطِّي كلَّ عيب بقدرتها على العطاء وفطرة الأمومة التي تمتلئ بها حتى وإن كانت دون أولاد؟
«ما يعيبه إلا جيبه».. مثل قبيح ومادي يكرِّس اللا إنسانية في أبشع صورها، كما لو أن الإنسان مجرد آلة فقط. لكن لو انقلب المثل وأصبح «ما يعيبها إلا جيبها»، في حال وجود امرأة ثرية.. هل بإمكانها أن ترغم المجتمع أن يجيز لها ما يجيزه للرجل، طالما وأن السرِّ يكمن في الجيب فقط؟

أترك تعليقاً

التعليقات