مطار صنعاء.. 60 عاما من الحصار
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
منذ بداية العدوان وفرض الحصار الجوي والبري والبحري، تتردد إشاعات بخصوص فتح مطار صنعاء، بين كل فترة وفترة.. ويتداول الناس هذه الإشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي، ويرددونها في مقايلهم ومجالسهم، وكأن العدوان سيفتح مطار صنعاء منةً وفضلاً، فهل يريدون أن نشكر العدوان لأنه سمح لنا باستخدام حقنا؟
إغلاق مطار صنعاء تسبب في شلّ حركة العاصمة وإرجاعها عشرات السنين إلى الوراء، وتسبب في قطع أرزاق الكثير من الناس الذين كانوا يجنون لقمة عيشهم من المطار والمسافرين، والأهم أنه تسبب في موت مئات المرضى الذين كانوا بحاجة إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. فلا يجب أن نفرح بهذا القرار لأنه مطارنا، ولن نكون ممتنين لأي شخص أو جهة أسهمت في إعادة فتح المطار، فهذا حقنا.
إن كان هناك امتنان فليكن للرجال المقاتلين في جبهات الحدود، الذين كسروا شوكة السعودية ومرغوا أنفها، وقلبوا كل المعادلات، وجعلوا مملكة الشر تعرف حجمها جيداً. ولا أقصد الحجم الجغرافي أو اعتلائها قائمة الدول الأكثر تسليحاً في العالم، لأنها دولة تافهة، فسلاحها الضخم لم يقتل سوى الأطفال والنساء والمدنيين فقط. وهذا كافٍ لمعرفة حجمها كانت اليمن أول دولة في الجزيرة العربية تمتلك مطاراً وطائرات مدنية، قبل أن يعرف المواطن السعودي السيارة، بل قبل أن يعرف الحذاء، لأنهم حفاة منذ الأزل.. ولأن السعودية لم يكن لديها مطار، ولم تكن تمتلك طائرة واحدة دخلت مع اليمن بشراكة في الخطوط الجوية اليمنية، بنسبة 49٪ وبعد أن انفجرت تحتها بحيرات من النفط استطاعت شراء أساطيل من الطائرات المدنية والعسكرية، وبنت عشرات المطارات، ولم تعد بحاجة إلى الأرباح التي تجنيها من 7 طائرات يمنية، هي كل ما نملك.
ورغم امتلاكها مئات الطائرات لم تفضّ شراكتها في طائراتنا وخطوطنا الجوية، وتعمدت إبقاء شراكتها كمسمار جحا، فلم تستطع اليمن تطوير أسطولها الجوي وزيادة عدد طائراتها بسبب هذه الشراكة الحاقدة التي حاصرتنا من تطوير أنفسنا.. ورغم الإمكانيات المحدودة بقي الطيران اليمني هو الطيران الآمن منذ نهاية الخمسينيات وحتى اليوم، وبقي الطيار اليمني هو الأكفأ في كل المطارات العربية.
السعودية تحاصر مطاراتنا منذ أكثر من 60 عاماً، وليس من بداية العدوان فقط. وهذا مخطط سعودي قذر كي تبقى اليمن محشورة في زاوية ضيقة، وعاجزة عن تطوير خطوطها الجوية.
سنفتح مطاراتنا بأنفسنا، رغماً عن العدوان، فقد أمسكنا بقطب الرحى، وصارت كلمتنا نافذة، وطلقتنا مسموعة وموجعة. وهذا ما جعلهم يتوددون إلينا بإعادة فتح المطار.

أترك تعليقاً

التعليقات