هذه فتاواهم!!
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

كثيراً ما نصادف أسئلة فقهية غبيَّة. والأسوأ من هذا أن نقرأ فتاوى أغبى من هذه الأسئلة. ولا أظن أحداً مضطراً إلى طرح أسئلة يستطيع إجابتها طالب في الابتدائية، لأننا في عصر الفضاء المفتوح، ولأن هذه الأسئلة البديهية لا تحتاج إجابة من فقيه ذي لحية كبيرة بقدر ما تحتاج عرضها على العقل أولاً، وسيفصل فيها العقل حين يطابقها على الواقع. لكن ما جدوى عقل معطّل ومقيَّد بعقال؟!
ليس كل العقول سواء، فهناك عقول تفكر بشكل خاطئ، وتغرد خارج سرب الفطرة، كعقل العريفي، السعودي، الذي أفتى بعدم جواز اختلاء البنت مع أبيها إلا مع وجود الأم، ولا يجوز للأب تقبيلها أو احتضانها كي لا يدخل في نفسه شيء منها! ربما كانت هذه الفتوى موجهة لشخص شاذ، لكن العريفي عمَّمها، لأنه ربما يفكر بنفس تفكير السائل!!
  ولأن البعض لا يمتلكون نصيباً من الفطرة الإنسانية تراه يوجه للمفتي سؤالاً يقول فيه: هل يجوز النظر إلى عورة المخلوقات الفضائية والشياطين والجن؟!
لا أدري كيف يؤمنون بالمخلوقات الفضائية حين يتعلق الأمر بالعورة فقط!! والأنكى من ذلك يتحدثون عن عورات الحيوانات وعدم جواز الاختلاء بها!
وموقع «تويتر» خير شاهد، إذ إنه أصبح كحبل غسيل ينشرون عليه كل شذوذهم وأفعالهم التي تنافي كل فطرة.
هناك مثل يمني يقول: «كل واحد يخبرك من حيث جاء». هذا المثل يشرح نفسياتهم التي ينطلقون منها، فقد قال الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: «ما كتَمَ امرؤ شيئاً إلا ظهر في صفحات وجهه أو في فلتات لسانه».
هذه فتاواهم!!
كيف توصَّل هذا العبقري إلى أن المخلوقات الفضائية تمتلك عورةً، رغم أن أكثرهم لا يؤمنون بوجود هذه المخلوقات؟! فمعظم علمائهم، من أمثال ابن باز، مات وهو لا يؤمن بكروية الأرض، ومن قال بكرويتها فقد كفر، ومن شكّ في كفره فهو كافر، حسب قول ابن باز.
أما أحد السعوديين فقد سأل شيخه عن جواز حمل الورد إلى المريض، فقد أصبح منظر باعة الورد مريباً أمام المستشفيات!!
وجاءت الإجابة بأن الورد ليس من الإسلام في شيء، وأن هذا مستورد من بلاد الكفار، ولا يجوز إهداء الورد لمريض، لأن الورد لا ينفع ولا يضر، وهذا يفتح باباً من أبواب الشرك!!
ذلك مبلغهم من العلم، والسَّفَه، وقلَّة العقل والإنسانية. 
وكم يصدق عليهم قول المتنبي:
كذا خُلقتَ، ومن ذا الذي يغالِبُ ربَّه؟

أترك تعليقاً

التعليقات