الوحا الوحا..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

انتهت خزعبلات اختراع علاج كورونا لمحمد عبدالمجيد الزنداني، وأثبت أنه مهرج كعادته في البحث عن شهرة وبراءات اختراع، هذه البراءات التي ورث هوسها عن أبيه.
بعد زوبعة العلاج الكاذب عاد إلى تخويف النساء بأنهن أكثر أهل النار، وسرد أحاديث كثيرة، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون قد قال هذا الكلام الخالي من الإنسانية والرحمة في حق النساء.
كتب في منشوره: «يا معشر النساااااااااء... الوحا الوحا.. النجا النجا.. الله الله في أنفسكن.. رفقا بها، فرُبّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة». 
لم أحب أن أسرد المنشور بالكامل.. ولا أدري لماذا هذا النداء العاجل الذي يكرر فيه حرف الألف عشر مرات، وكأنه أمر جلل، ويوجه حديثه للنساء جميعاً باعتبارهن مذنبات ولا بد أن يسارعن بالتوبة!
تلقى آلاف الشتائم في التعليقات على منشوره هذا.. لكنه مازال يعتقد بأنه قديس، ولا يريد أن يعرف أن الناس ينظرون إليهم بتأفف وتقزز، كما لو أنهم ينظرون إلى بقايا مائدة.
والمضحك أن يقول في آخر المنشور: «وربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة».. وكأن الناس سيبعثون وهم بكامل ملابسهم وأناقتهم.. بديهي جداً أن يحشر الناس عراة، فلماذا تخصيص النساء الكاسيات  في الدنيا العاريات في الآخرة؟
يقول إن أكثر أهل النار من النساء.. فما الذي استحقته النساء حتى تكون أكثر أهل النار؟
المرأة لا تفجر نفسها بالأحزمة الناسفة، ولا تذبح، ولا تفتعل الحروب والدمار، ولا ترتهن للسعودية والإمارات وتقف مع العدوان ضد بلادها، ولا تفتي بقتل 24 مليون يمني ويبقى مليون مواطن فقط، ولا تؤيد قتل الأطفال، ولا تهلك الحرث والنسل كما يفعل الرجل.. لأن المرأة لديها مهمة جليلة ومقدسة في الحياة، وهي صناعة الحياة وليس تدميرها، فعلامَ تكون أكثر أهل النار؟
ذات يوم جاء أحد خريجي جامعة الإيمان إلى جامع الخير القريب من منزلي، وفتح باب الوعظ بكل حقد تجاه النساء.. وأكد أن صلاة الرجل تبطل حين يمر من أمامه كلب أسود أو حمار أو امرأة!
كيف ينتقصون المرأة ويضعونها في منزلة الحمار والكلب؟
بعد أن انتهى سألته: هل تبطل صلاتي لو مرت أمي من أمامي، لأنها امرأة؟
أمي هي باب الله، وهي الصلاة الكبرى، وهي رحمة الله على الأرض.
من شركة الأسماك البحرية، إلى اختراع علاج الإيدز، واختراع علاج الفقر، ومقتل لينا عبدالخالق، واختراع علاج كورونا، ومراحل كثيرة مر بها هؤلاء المشعوذون، كلها تثبت أنهم ليسوا سوى لصوص ودجالين يستغلون الناس باسم الله.. ساء ما يفعلون.

أترك تعليقاً

التعليقات