تجارة بائرة ونية خاسرة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
نعم، هناك أكثر من مبرر لجشع هذا التاجر الفاجر وماركة الجاحد الخاسر. وعلى رأس هذه المبررات هذه الكراسي التي نصبها أولو الأمر ليقوموا في الناس بالقسط، فيرفقوا بالرعية ويقوهم شر السّيرة الدنية والهمجية الوحشية.
فمن أول يوم احتجبت «لا» عن الصدور لمناسبة عيد رمضان حتى حين صدورها بعد سفورها في هذا العدد، أو على التدقيق والتحقيق في عدد أمس، عانى المواطن اليمني، الغني والفقير، من هذه الحرب الضروس، حرب دول العدوان، من تدمير بنيان مطار صنعاء وحرب أسعار لم ترحم الفقراء ولا الأغنياء، في غياب تام لمراقبة حكومة التغيير والبناء. وإذا اتفقنا أنه لم يعد هناك وجود لطبقة وسطى، فإما غني فاجر وإما فقير كافر، فإن كثيراً من التجار الأشرار لما يزالون يعملون أسنانهم وأضراسهم في عظام الفقراء؛ نقول «عظام» لأنه لم يعد للفقراء لحم!
ومن مبررات هذه الحياة التعسة غياب الخدمة المدنية ووزارة المالية التي اقترحت نصف المرتب، فغلب هذا القانون الميت، فنام نومة هادئة على إيقاع أثرياء الوزارتين، الذين لم يبالوا إن مات الموظف من الجوع أو ذاق الخنوع واستجار الناس، فلا مجير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الكبير!
أيها الإخوة الأثرياء في الخدمة المدنية ووزارة المالية، لمن نشكوكم؟! لأنه لا حجة لكم، فأنتم قد وافقتم على صرف «نص» (لص) وصرفتم «لصين» بحكم قانون أصدرتموه، وسار الأمر على ما ترون، لا كما يبتغي الموظفون الفقراء الذين يظنون أن بإمكانهم تسلم مرتب كامل كل شهر.
إن «لص» راتبكم طار من أول يوم أطلقتم جناحه، أو بالأصح أطلق التجار الظالمون جناحيه في قضاء المتطلبات، طلبات العيد ومقدماته.
ولا أريد أن أختم هذه المبررات التي تبين خسران التاجر الجاحد والموظف الثري في الخدمة والمالية؛ غير أني أختم هذه المبررات بعدم الخوف من الله، ليذبح الموظف الفقير بسكين الفساد، وعلى غير القبلة!

أترك تعليقاً

التعليقات