أمة مبلودة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يقال في العامية المحلية، حدثت «بَلِيدة» ومرادفها «فَجِيعة»، بمعنى شدة الفاجعة. ويُقال فلان مَبْلُود، أي مفجوع، وفلان بَلَدَ فلانا، أي فجعه، أفزع فلانا حتى تَبَلّد!. الحاصل اليوم، أن شعوبا بأكملها مبلودة ومتبلدة!!
هذا ما يخلص إليه المتابع لموقف الشعوب العربية والإسلامية، حيال إرهاب بشع وظلم شنيع، إجرام فظيع بحق شعب ينتمي إليها، نهم مريع لإبادة جماعية متواصلة للفلسطينيين بالقصف والحصار والتجويع!!
لا تجد تفسيرا آخر لردود فعل شعوب المنطقة العربية، وبصورة أكبر، الشعوب المجاورة لفلسطين، القريبة من الإبادة الجماعية، الجارية بحق مليوني فلسطيني في قطاع غزة!! تقف هذه الشعوب خرساء بلداء!!...
يتعجب المتابع، لرد الفعل العربي المستكين، وهذا الموقف العام المهين، والفاجع في ذاته. كيف يكون، ومن أين للشعوب العربية عموما والمجاورة لفلسطين خصوصا، هذه الاطمئنان بأنها بمنأى عن الخطر نفسه؟!!
المثير للعجب أكثر، أين ذهبت تلك الحشود المليونية، التي تقاطرت إلى الشوارع والميادين العامة، ونصبت خيامها وأطلقت «الاعتصام حتى يسقط النظام»؟!! لست بوارد صواب أو خطأ الفعل، بل أين ذهب؟!!
المصاب أكبر بكثير، والدافع أقوى بما لا يقاس، لخروج هذه الشعوب بالملايين إلى الساحات والميادين نفسها، للاعتصام لا التظاهر فقط، حتى تنفيذ مطلب وحيد إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
تستطيع الشعوب العربية والإسلامية، أن تضغط على حكوماتها، بإمكانها إرغام أنظمتها الحاكمة، على اتخاذ مواقف عملية فاعلة ومؤثرة على الكيان الصهيوني وأربابه في تحالف الشر العالمي «الأنجلو-صهيوني»!
لا نعني بهذه المواقف العملية الفاعلة والمؤثرة، إعلان الحرب العسكرية على الكيان «الإسرائيلي»، بالضرورة. المواقف القوية دون الحرب العسكرية، الواجبة أصلا؛ متاحة وأولها إنهاء حيادها وإعلان عدائها للكيان الصهيوني ومقاطعته وداعميه سياسيا واقتصاديا.
نعم، تستطيع الشعوب العربية والإسلامية، أن تفرض بقوتها الضاغطة والمؤثرة الفاعلة، إجبار أنظمتها الحاكمة على إنهاء مشاركتها في الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر والمنافذ وإدخال المساعدات.
يبقى الواضح للجميع، أن دولا عربية، غدت طوق حماية للكيان الصهيوني، تشاركه في حصار الشعب الفلسطيني، وتعينه على إبادته جماعيا، تطلق له العنان للمضي في العدوان، والإمعان في الإجرام والطغيان!!

أترك تعليقاً

التعليقات