لبانة أذى!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يحلو لدول تحالف العدوان على اليمن لوك لبانة أذى سمجة، فقدت لونها الفاقع ورائحتها النفاذة وما عادت تنفع لنفخ بالونات منها مثلما لم تعد حتى تصدر فرقعات. لكنه إدمان الأذى علاوة على كونها عادة سيئة للغاية، تنهك الفكين وتجهد الأسنان وتصيبها بالتسوس، فضلا عن إصابة صاحبها بالخبل والتبلد ورفع معدل هرمون الأنوثة حد القرف!
هذا ما يلحظه المتابع، استحلاء “المنقذين” المزيفين واستمراء الحاقدين الصريحين على اليمن واليمنيين، المتدثرين ثياب “الأشقاء الداعمين”؛ لوك لبانة سمجة بطريقة جد متهتكة، ومواراة رائحتها النتنة بمزيد من اللوك الفج وصخب بهرج تبديع النكهات وتنويع المسميات وتفريع الإجراءات لما تسميه “مساعدة اليمن ودعم التنمية وإغاثة اليمنيين” وتعمد أذى المن بأبشع صوره!
فعليا، تنفق دول تحالف العدوان على لبانة الدعاية الصاخبة لنفسها وتبييض وجهها أمام العالم والبسطاء من اليمنيين المغلوبين على أمرهم؛ نفقات هائلة تفوق أو توازي ما تعلن عن تقديمه لليمن من مساعدات أو منح مالية ضئيلة جدا قياسا بعناوينها العريضة والكبيرة جدا جدا، لدرجة تكون لوحة علم وصور حكام هذه الدول أكبر وأغلى بكثير من المساعدة المعلن عنها!
يبدأ مجيج لوك لبانة هذه الدعاية الصاخبة عند إعلان هذه الدول التبرع بمبالغ في مؤتمرات المانحين لليمن. تزداد الدعاية صخبا عند تحويل الدول المتبرعة جزءا كبيرا من منحها لمنظمات وهيئات تابعة لها وتنشط في مهام تتجاوز غطاء “العمل الإنساني” إلى أنشطة مخابراتية وتجنيدية، مثل ذلك ما يسمى “مركز سلمان للإغاثة” و”البرنامج السعودي لإعادة الإعمار في اليمن” و”الهلال الأحمر الإماراتي”!
يتجدد الصخب الدعائي للمنح نفسها عند توقيع هذه الهيئات والمنظمات اتفاقيات تمويل ما تسمى “برامج إغاثية” تكون -غالبا- حسب إعلام هذه الدول والقوى الموالية لها، سلالا غذائية لعدد 300 الى 3000 في أحسن الأحوال، وقوامها نصف كيس دقيق وخمسة كيلو أرز ومثلها سكر و(1.5-5) لتر زيت وكرتون تمر ربع كيلو!
لا تنتهي عند هذا الحد لبانة المَن على اليمنيين بدعاية المنح نفسها. يتجدد لوكها بفجاجة مع توقيع اتفاقيات ما تسمى “مشاريع تنموية” تكون غالبيتها “ترميم” أو “صيانة” منشآت خدمية عامة قائمة، تعليمية أو طبية أو مائية، توقف عملها عقب حرب التحالف وانقطاع نفقات تشغيلها، أو جراء تضررها المباشر بقصف طيران التحالف والتشكيلات المسلحة التابعة له.
يستمر صخب الدعاية بكثافة عند إعلان “عقد اجتماع اللجان” ذات العلاقة، ثم إعلان تدشين أعمال “مسح حالات الفقيرة والنازحين”، ثم إعلان تدشين “توزيع سلال الإغاثة”. كذلك “مشاريع التنمية” تضج الدعاية عند “وضع حجر الأساس” ثم “اجتماع اللجان” و”نزول فرق المسح والمعاينة” و”تدشين أعمال الترميم أو الصيانة” و”زيارات تفقد سير العمل”، و”انتهاء العمل” ثم “حفل تدشين المشروع”.
الأنكأ من كل ما سلف أن من يتابع ما تسمى “مشاريع تنمية” في إعلام دول التحالف والقوى الموالية لكل منها وجيوش المسبحين بحمدها، تغصه مرارة خيبة “تمخض الجبل فولد فأرا”. غالبية هذه المشاريع عبارة عن توزيع خزانات مياه سعة 350 لترا أو ألواح طاقة شمسية بين ٥٠ و١٠٠ وات، أو تجديد طلاء مبنى هذه المدرسة أو تلك بألوان علمي السعودية أو الإمارات!
وحدها ربما الكويت، تواصل عطاءها لليمن وغيرها من دول المنطقة بيد بيضاء، بدافع إنساني وأخوي، دون أغراض سياسية وغايات مصلحية أو أطماع تفرضها الشروط الابتزازية والإملاءات الانتهازية. يؤكد هذا -مثلا لا حصرا- تكفلها بصمت بتشييد مدن سكنية عدة للنازحين اليمنيين بمدينتي الخوخة ومأرب وغيرهما وبطباعة الكتاب المدرسي في عدن وجنوب البلاد.
يضاف الى هذا مساهمة الكويت المالية في مؤتمرات المانحين لليمن وفي تمويل برامج الإغاثة الإنسانية، بلا ضجيج استعراضي وانتهازي، ودون أي مَن دعائي أو هالة إعلامية صاخبة. إنها تعري -دون قصد منها- شناعة قبح لبانة أذى السعودية والإمارات، وتجسد بشاعة شح كليهما، وفظاعة جشعهما وأطماعهما في اليمن، موقعا وسواحل وجزرا وثروات أيضا!

أترك تعليقاً

التعليقات