فُرقان أجَد
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يشاء الله سبحانه وتعالى أن يضعنا أمام فرقان أجد، يجسد آيات الله بسورة “الأنفال” في واقعنا اليوم. وبين “معركة بدر” ومعركة “طوفان الأقصى” يبقى الرهان على المؤمنين بصدق في نصرة الحق لأن الله “غالب على أمره” ولو كره الكارهون مِن أهل الباطل ومنافقي اليوم.
تستفزني وقاحة المتواطئين مع العدوان الصهيوني، وتمتازني نذالة المتخاذلين حيال هذا الطغيان، صمتا. قد نتفهم بجاحة الداعمين للكيان الصهيوني وحقارة المستنفرين لمنع أي تدخل ضده أو مساندة لمقاومته. لكنك لا تفهم صفاقة الخائنين لله ودينهم وعروبتهم!...
معلوم أن الانتقاد للكيان “الإسرائيلي” الصهيوني مُصنف بأنه “معاداة للسامية” رغم أن فلسطين ودول المنطقة شعوبها تتحدر أيضا من نسل سام بن نوح ولا ينحصر الأمر على نسل يعقوب بن إسحاق (إسرائيل) عليهما السلام، فإسماعيل أيضا ابن إبراهيم، والعرب ينحدرون من يعرب بن هود بن سام بن نوح عليهم السلام.
لكن غير المفهوم مطلقا هو أن يُصنف الحديث عن العدوان “الإسرائيلي” على غزة جنحة أو جريمة توجب المعاداة، وتستدعي العداوة لتنظيم “الإخوان” ومؤخرا العداوة الى “إيران”، وأن تُصنف الأخيرة “العدو الأخطر للعرب والعالم”، لمجرد أنها تدعم علنا مقاومة الكيان!
الأغرب، ليس أن يحدث هذا، مع الأسف، ويجاهر به علنا كل مَن اختلف مع إيران، سياسيا أو مذهبيا! بل أن يكون كل مَن اختلف مع “طهران” مواليا لأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ثلاثي الحلف “الأنجلو-صهيوني” عالميا وتبعا للكيان الصهيوني. قطعا ليست مصادفة!
الأعجب أن يمتد هذا التخندق إلى ما تسمى “السلطة الفلسطينية” في “الضفة الغربية” بقيادة منظمة “التحرير الفلسطينية” وبرئاسة محمود عباس (أبو مازن)! يصمت عن قتل واعتقال الفلسطينيين في قطاعه، وعن حصارهم وقتلهم في غزة، بل ويحرض ضدهم!
الأغلب إذن ضد فلسطين وتحريرها من نير الاحتلال الصهيوني. يظهر جليا أن معظم حكام دول المنطقة مذعنون للغرب الناهب لثروات الأمة وكيانه الغاصب للأرض العربية المحتلة، والسالب لكرامة ملياري مسلم حول العالم، بجرائم قتله المستمر للفلسطينيين!
مع ذلك لا ينبغي لكل مسلم وعربي غيور أن يحبطه هذا الخذلان وهذه الخيانات. على العكس ينبغي أن نحمد الله ونبتهج بتساقط الأوراق والأقنعة وانكشاف عورات أهل الباطل وتخففنا من شنار رزاياهم وعار خياناتهم. يتعين التركيز فقط على دعم فلسطين ومقاومتها بكل ما يمكن.
الواجب حتما رفض الضيم ورفع الظلم وردع العدوان. هذا واجب إنساني بالفطرة، وواجب أخلاقي بالسوية، قبل أن يكون واجبا دينيا أيا كانت الملة. لا يبرر بحال اختلاف المذهب نسف ثوابت الفطرة والسوية والملة إلا إن كان المختلفون ضد هذه الثوابت المشتركة!
اللازب قطعا، مقاومة هذه العصبة المارقة على كل الثوابت الإنسانية والقيمية والدينية في مختلف الشرائع السماوية والتشريعات الإنسانية الدولية والمواثيق الأممية. هذه المقاومة واجبة لاستقامة الحياة وسننها وسلام المعيشة وعدالتها ورفاهها.
الخائب في هذه المعركة المصيرية إنسانيا وأخلاقيا والمقدسة دينيا، هو الباطل، فريق الإذعان للظلم والارتهان للظالمين والامتهان للمستضعفين. أما فريق الرفض والمقاومة فهو القاعدة العامة السوية فطريا وقيميا، والحق معها وخالق الوجود ومالكه يؤيدها وينصرها.
العائب إذن هو من يشذ عن هذه القاعدة العامة السوية فطريا وإنسانيا وأخلاقيا ودينيا وتشريعيا. لكن مهما كانت دناءته ووضاعته، وكانت نذالته وخسته؛ يبقى الثابت أن شذوذه خطر، وانحرافه شر، وردعه بالقول والفعل، والموقف خير للإنسانية والحياة.

أترك تعليقاً

التعليقات