‏ليسوا نداً
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

يقال في المثل الأثير: الطبع غالب التطبع.. ولا غرابة أو عجب في إشهار دويلات العمالة تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، لأنهم منذ البداية وحتى النهاية طارئون على التاريخ والمنطقة ومجرد أدوات مغلفة بدشداشات وأذناب غير مسرولة حتى، لأعدائها.
تثبت معطيات طغيان تحالف الإثم والعدوان على اليمن: الكيان والمكان والإنسان والبنيان، طوال 5 سنوات ويزيد، كما ستظل المجريات، تؤكد عمليا أن تحالف دويلات الخليج والسعودية، لم يكن - ولن يكون - نداً لليمن واليمنيين بكل مقاييس الندية في علم الوجود وأسباب القوة ومقومات البقاء!
نعم، ليست العبرة في كم قتل تحالف الإثم والعدوان على اليمن، ولا في كم جرح، وكم دمر، وكم شرد، وكم حاصر، وكم اشترى من الأعوان، وكم جند من العملاء والخوان، وكم أنشأ ومول من وسائل الزيف والبهتان.. فكل ما سلف رصيد عار وليس انتصارا يبعث على الافتخار قدر ما يراكم الثأر!
إمعان دويلات تحالف الإثم والعدوان «السعوخليجي» ومن ورائهـم دول الاستكبار «الإنجلوصهيوني» في استهداف اليمنيين من الأطفال والنساء والشباب والكهول الأبرياء قصفا وقتلا وجرحا وتشريدا.. يؤكد كم أنهم جبناء أنذال بلا قيم أو شرف، ومجرمون أرذال غرهم الترف، يهابون مواجهة الرجال ويأنفهم شرف النزال، لأنهم مجرد «رغال»...
بيننا وبين دويلات تحالف الإثم والعدوان على اليمن، عزة شعب أبي تغيظهم، وتاريخ أمجاد يثير غيرتهم، وأنفة تسامق الجبال، وشموخ أصيل يجري في دم الرجال يذكرهم بنقصهم، وصمود وبأس يكسران تجبرهم، وشجاعة جيش ولجان ترهبهم، وبطولة شعب تهزمهم وتمرغهم بالتراب.
بيننا وبين دويلات الإثم والعدوان نزعات دفينة، خليط من نقص وعجز وحسد وحقد يعميهم، وغطرسة غبية تغويهم، وغرور فارغ يخدعهم، وتكبر والغ يهوي بهم، وإجرام بالغ يعريهم، وكذب يفضحهم، وافتراءات تزيدهم قبحا، وتجن يؤكد عجزهم، ومؤامرات تدينهم!
فعليا، حتى الآن خسرت دويلات الخليج والسعودية ومن تحالف معهم على الإثم والعدوان.. خسروا أضعاف ما خسرنا، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وقبل هذا وذاك قيميا وأخلاقيا وإنسانيا، وخسروا شعبا كان يودهم وذخرا وعونا لهم، وكان سينجدهم ويذود عنهم وسيفتديهم بحياته.
أفعالهم أكدت وأعمالهم برهنت أنهم لم يكونوا عونا وليسوا بأي حال ناصرين، بل هم معتدون باغون ومتآمرون طامعون وغزاة محتلون، ومع ذلك لم يحققوا مراميهم، المعلنة منها والمضمرة، فلا اليمن خضع، ولا شعبه خنع، ولا إباؤه قمع، ولا شموخه نزع، ولا قراره تبع، ولا مجده خلع، ولا نفوذهم رجع.
لانزال صامدين رغم كل شيء، وسنظل لأننا في الوجود سابقون، وفي الريادة ضالعون، والحضارة رائدون، والسيادة قائدون، فنحن في التجربة والمعرفة أعلم، وفي الخبرة والمقدرة أعم، وفي التموضع الجغرافي أهم، وفي التعداد البشري أعظم، وفي الإيمان نحن أقدم، وليسوا نداً لنا أبدا.
بيننا وبين تحالف الإثم والعدوان على اليمن، بون شاسع يتجاوز فارق ثراء المال إلى فارق ثراء المجد والسؤدد، وفارق العزة والرفعة، وفارق المروءة والنخوة، وفارق العزيمة والهمة، وفارق التجربة والمعرفة، والخبرة والمقدرة، وفارق البأس والقوة، والريادة والحضارة، والثروات والخيرات أيضا.
بيننا وبين تحالف الإثم والعدوان، أن دولتنا اليمانية ضاربة في القدم ودويلاتهم طارئة على تاريخ الأمم، بعمر ناقة أو دلة بأي باب من أبواب منازل عامتنا، وثرواتهم مستنفدة ومملوكة لمن أنشأ دويلاتهم ونصبهم حكاما، وثرواتنا حرة مكتنزة، الظاهرة منها وتلك الكامنة في الأرض والبحر.
كل مقومات البقاء والسيادة، فعليا، لاتزال لدينا كامنة وإن خبا إعمالها ونحا استخدامها بفعل أدواتهم لغير صالحنا، فإنها لاتزال ملكا لنا، وبتحرر إرادتنا من وصايتهم واستقلال قرارنا من هيمنتهم، ستحيي حتما مجدنا وتعيد ملكنا وزعامتنا العرب واتباع الأعراب الرعاع لنا، من جهلوا علينا في غفلة منا.. وبيننا الأيام.
صحيح أننا وكما كنا على مر التاريخ سنظل: من دنا منا بشر، رددناه إليه شرورا.. ومن دنا منا بخير رددناه إليه طيبا منثورا وشكورا. لكن ذكرى شهدائنا ستظل حاضرة معنا في كل مكان، لا يطويها النسيان مهما تقادم الزمان، وستبقى الأحزان عميقة والجراح غائرة، تشحذ فينا وقادم الأجيال همم الثأر من المعتدين وعملائهم الأعوان.
أما هم، فمعلوم وفق سنن الخليقة والوقائع على مر تاريخ البشرية، أنه كلما ازداد حكام تحالف الإثم والعدوان على اليمن تجبرا وطغيانا، اقتربوا من زوالهم.. ذلك قدر كل متجبر معتد باغ أثيم، أزاله جبار قهار، أكبر وأقدر، وأقوى وأغنى وأعدل، لا يعرفه البغاة والطغاة.. هو الله جل في علاه.

أترك تعليقاً

التعليقات