كذاب أشر!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ليست أول الكذبات، لكنها إحدى أكبر الشطحات التي احمر مِن إطلاقها وجه قائلها نفسه، وزير خارجية «هادي» وسفيره في واشنطن، أحمد بن مبارك، في لقائه مع برنامج «بلا حدود» على قناة «الجزيرة» قبل أيام. حدا يبعث على التقزز والشفقة في آن معاً.
قال الدَّعي، غير الأحمد ولا المبارك، إن حكومته «تدفع رواتب جميع موظفي الدولة بمن فيهم الذين في مناطق سيطرة الحوثيين». جمع الله لك كل بلاء، وأجزل لك فيه عن هذا الافتراء. تخيلوا فرية بهذا الحجم، يطلقها على الهواء مباشرة وهو يتصنع ابتسامة الأطفال!
هذا الكذب على نحو مليون من موظفي الدولة في محافظات ومناطق سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، يدحضه تعذر دفع رواتب موظفي الدولة في المحافظات الخاضعة لقوات تحالف الغزو والاحتلال ومليشياته، والمشتعلة بجمر الأسعار وسعير الإفقار والجوع!
نسي هذا الكذاب الأشر، أن مَن يفترض به أنه رئيسه، وأعني سكرتير السفير السعودي، المدعو «رئيس الحكومة»، يُقر علنا ولغاية السحت بأنهم «يواجهون صعوبة في دفع وانتظام صرف رواتب 30٪ من موظفي الدولة، علاوة على رواتب منتسبي الجيش والأمن»...
وقبل هذا، نسي أن «اتفاق السويد» نص على التزامهم وحكومة الإنقاذ بالاشتراك في تغطية حساب بنكي مشترك بالبنك المركزي في الحديدة، لصرف رواتب جميع موظفي الدولة. وأن رفض حكومته الوفاء بالتزامها عطل تنفيذ هذا الاتفاق، وأبقى الموظفين بلا رواتب!
ثاني أبرز الكذبات قوله: «الحوثيون لا يتحملون أي مسؤولية تجاه المواطنين أو إنفاق». لكأن المستشفيات والمدارس ومؤسسات دولة المجلس السياسي تعمل بالطاقة الهوائية أو بنقرات اللايك التي تبذلون جهداً كبيراً وشاقاً في حصدها على مواقع التواصل الاجتماعي، من المتزلفين لمال أربابكم.
ليس هذا فحسب، بل إنه وبكل ما أوتي فمه ولسانه من مقدرة على الحركة وتجاوز أثقال الشطحة، قال إن حكومته «تتحمل مسؤولية 35 مليون يمني ويمنية»!!. تخيلوا كم هو العبء كبير على كواهلهم التي لا يكاد يمر عليها يوم دون تدليك في فنادق ارتزاق «فايف ستار» إياها.
أي مسؤولية لها شاهد واحد، واحد فقط، تتحملونها وأنتم حكومة مجموعة «واتس آب» يديرها السفير السعودي؟! إن كان مِنْ مسؤولية تتحملونها بحق وحقيق فهي جنايتكم الجسيمة بحق اليمن واليمنيين في الداخل والخارج، وهذا الهوان الذي تجرعونهم بفسادكم وخيانتكم.
لا تدري مِن أين يأتي هؤلاء بهذه الفجاجة المتجاوزة سفه الصفاقة إلى أوقح الوقاحة، دون أن يرف لهم جفن من وجل أو خجل. نتفهم أنهم دنسون بلا ستار، مدنسون بالعار، ويتنفسون الخيانة، ويقتاتون على العمالة. لكن الأمر تجاوز هذا إلى استحقاق أعلى مراتب الكذب.
قطعا، كمية الكذب في اللقاء بما لا يُقاس، وما من إجابة أدلى بها إلا وبُنيت على الكذب والافتراء، حتى إن المذيع ظل يراجعه غير مرة بتكرار السؤال علَّه يتراجع. لكن الكذب حبله قصير، كما هي صولة الباطل، تنتهي به وأهله إلى الزوال، وإن ذلك قريب بقوة الله العزيز الجبار.

أترك تعليقاً

التعليقات