عور دولي!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يعاني المجتمع الدولي، عورا واضحا وفادحا، حتى تحسبه أحول أو من ضحايا الأعور الدجال! تواصل قوى الهيمنة الدولية، الكيل بمكيالين، وتتواصل المعايير المزدوجة، في التعامل مع الأحداث الملتهبة، ولا أدل على هذا الازدواج والنفاق، مما يحدث في السودان وغزة!
يصر تحالف الشر العالمي «الأنجلو-صهيوني»، على «نزع سلاح المقاومة» في غزة بوصفها «مليشيا متمردة وإرهابية»، على كيان غازٍ وغاصب ومحتل، وفوق هذا معتد ومجرم ومختل. بينما يعمى عن سلاح مليشيا متمردة وإرهابية، على سلطات وقوات شرعية بالسودان!
ما يجري في السودان، هو نفسه ما يجري في ليبيا، وهو ذاته ما يجري في اليمن، وما يراد له أن يجري في سوريا.. مسار الأحداث نفسه، على نحو يجعلنا أمام سيناريو واحد، يجري تعميمه على بلدان المنطقة العربية، ويحمل العنوان الأبرز «الشرق الأوسط الجديد»!!...
فاجع وموجع جدا ما يجري في السودان. خلال يومين فقط أعدمت مليشيا الدعم السريع «ما يزيد عن 2000 من المواطنين المحاصرين في مركز ولاية الفاشر منذ 18 شهرا» حسب الجيش السوداني. إعدامات جماعية لا تميز بين رجل أو امرأة، ولا بين كبار أو أطفال!!
المؤلم أن القتل يتواصل بلا أي وازع ديني أو رادع عُرفي. الاعتداءات تطال النساء، اغتصابا وقتلا، وفق وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق. قالت الأحد (2 نوفمبر) إنه «تم قتل 300 امرأة واغتصاب 25 فتاة، هن إجمالي الحالات المسجلة حتى الآن».
هذا التوحش في الفاشر، منذ سيطرة المليشيات على مركز ولاية شمال دارفور، ليس جديدا. سبقته مجازر إبادة جماعية مماثلة، في مدينة الجنينة، مركز ولاية جنوب دارفور، عام 2023م. رصد تقرير للأمم المتحدة حينهما مقتل ما بين (10-15) ألف سوداني مدني!!
تابعت مناشدات مصورة من إخوة وأخوات سودانيين لليمن، زادتني ألما على ألمي، إذ لا أدري ماذا يمكن أن يقدمه اليمن لإخوتنا في السودان من دعم ومناصرة. الحرب في السودان تجري بين قوات الجيش السوداني ومليشيا سودانية أيضا، إنما مدعومة من دولة الإمارات.
الدعم الإماراتي للمليشيا المتمردة في السودان. يتجاوز إمدادها بالسلاح والمرتزقة الأجانب. سبق أن أنشأت الإمارات في الساحل الغربي لليمن، معسكرات تدريب لما يسمى «قوات الدعم السريع»، التي شارك بها نظام الرئيس السوداني البشير، في تحالف العدوان على اليمن.
دوافع الإمارات لدعم تفجير الحرب في السودان، هي نفسها دوافعها في اليمن وسوريا وليبيا. مقاولة تهيئة المنطقة لتنفيذ مخطط «الشرق الأوسط الجديد»، من تدمير لمقدرات الدول وتفتيت لنسيجها المجتمعي وتقسيمها وفق خرائط مُعدة ومعتمدة ومُعلنة منذ العام 2005م.
يستطيع أي مهتم أن يبحث تحت عنوان «الشرق الأوسط الجديد» وسيجد دراسات جيوسياسية تتضمن معلومات استخباراتية، تفرز سكان الدول المستهدفة في المنطقة: عرقيا وقبليا ودينيا ومذهبيا، وتفصل مناطق تواجدهم والثروات، وترشح خيارات التقسيم بمسمى «الأقاليم»!
يظل الثابت، أن أهم أهداف الحرب الدائرة في السودان، فصم إقليم دارفور الذي يضم 5 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية ويمثل خُمس مساحة السودان، وفصله بدولة سودانية ثالثة بجانب «دولة جنوب السودان» التي فرضتها قوى الهيمنة الدولية وأذرعها عام 2010م.

أترك تعليقاً

التعليقات