أي اختراق؟!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
لا تدري عَلاَم كل هذا الاحتفاء، وإلامَ كل هذا الانتشاء! استشهاد الرهوي ورفاقه تضحية جديدة، متوقعة وليست مفاجئة، وتظل واردة في حرب قائمة. نعم هي تضحية غالية؛ لكنها لا تعني النهاية، وستلحقها تضحيات قادمة، حتى تحقيق الغاية السامية.
شاءت أقدار الله أن يستشهد رئيس الحكومة، أحمد الرهوي، ورفاقه، وبقدر ما هي خسارة لليمن، هي فوز وربح في أعظم تجارة، مع مالك الوجود ربنا المعبود. إنها إحدى الحسنيين المنشودتين من كل يمني حر: النصر أو الشهادة، والأخيرة للمؤمنين عادة.
يزعم الكيان الصهيوني أنه حقق «اختراقاً خطيراً» وأحرز «إنجازاً كبيراً»، ويتوهم مرتزقته بنشوة فارغة كما لو كان نصراً كبيراً للكيان. لكن الحقيقة أن ما من «اختراق خطير» ولا «إنجاز كبير»، بقدر ما هي «ضربة حظ ومصادفة» ليس إلا.
عملياً: موجة الغارات الجديدة للعدوان الصهيوني على اليمن كانت كسابقاتها تنشد حفظ ماء وجهه أمام مستوطنيه، وإرهاب اليمن الحر لثنيه عن موقفه الديني والإنساني والأخلاقي، والتوقف عن إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وفعلياً: حكومة اليمن الحر تعقد اجتماعاتها في مقرها، علناً لا سراً، كل وزير يداوم في وزارته نهاراً عياناً ويقيم بمسكنه. لكن عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق أي إنجاز عسكري يذكر، جعله يستهدف اجتماعاً، معلناً لا سراً، للحكومة في صنعاء.
حتى هذا الاستهداف لاجتماع حكومة التغيير والبناء لم يكن مؤكداً يقيناً للكيان الصهيوني. ظل ثلاثة أيام غير متيقن من أنه أصاب الاجتماع، ولا يعلم نتائج غاراته على الأحياء السكنية والمرافق المدنية في العاصمة صنعاء، العصية.
لا يُعد «اختراقاً استخباراتياً» بالمرة، ولا «إنجازاً عسكرياً»، وإلا لكان العدو الصهيوني سارع إلى إعلان ذلك وبيان أسماء من استهدفهم، فور تنفيذه غاراته، عصر الخميس، لا أن يسرب لوسائل إعلامه تكهنات، ثم يعيد إعلان صنعاء، الأحد!
الإعلان الفوري هو المفترض ممن «أحدث اختراقاً استخباراتياً»، وهو سلوك كيان العدو الصهيوني. سبق أن فعلت هذا قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في عدوانها على غزة ولبنان وإيران، تزامنت غارات عدوانه مع إعلانات فورية لأهدافها ونتائجها.
مع ذلك، يبقى الأهم هو القادم. يظن العدو الصهيوني أنه باستهداف اجتماع معلن لحكومة اليمن الحر قد قصم ظهر اليمن واليمنيين. يتوهم أنه كسر إرادتهم الحرة العنيدة، وحط هممهم العالية ونفوسهم الأبية وعزائمهم القوية. لكنه لم يفعل.
يتوقع اليمنيون أن يرافق الإعداد للثأر والتصعيد العسكري لعمليات إسناد غزة أخذ مزيد من الحيطة في جميع مرافق الدولة، وتعزيز التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، من دون أي إغفال للبينات التي يأمرنا ديننا أن نأخذ حذرنا منها.
يبقى الثابت أن موقف اليمن الحر تجاه كيان العدو الصهيوني المجرم ليس موقفاً سياسياً يروم مكاسب مادية أو دعاية سياسية، بل هو عقيدة راسخة، بواجب ديني وإنساني وأخلاقي، دونه لا إيمان بالله تعالى ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر.

أترك تعليقاً

التعليقات