يتعرون أكثر!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
لا تدري لماذا يغيب العقل في تقدير الأمور وتجنب الشرور، وإن على سبيل ستر النوايا وحفظ ماء الوجه المهدور أو ما تبقى منه. أتحدث عن دول تحالف العدوان على اليمن و”السلطات” الصورية المُعينة منها، واستماتتها في تعقيد ما أضحى معلوما أنه “طوق النجاة” الأخير لها قبل غيرها. وأعني “تمديد الهدنة” وفق بنود تحقق معناها نظريا، ومقاصدها عمليا.
تصر دول تحالف العدوان ومجلس قيادة أدواتها وحكومته، على الجدال. ولا تدري لماذا؟ ما الغريب في المطالب المطروحة لتمديد الهدنة؟! ما هو العجيب فيها أو المريب فيها؟! ولماذا يصرون على التعقيد والتصعيب؟!...
ما هو الصعب فيها؟ وقبل هذا وذاك لصالح من هي؟ من المستفيد منها؟ أليس هذا الشعب المغلوب على أمره، الذين يدعون الغيرة عليه؟!
امتد سفه هذا الجدال، حتى بدا أنه بحكم المرض العضال يعري أصحابه. جدال لمجرد الالتفاف على الحقائق والحق حد الابتذال بل والإسفاف في تجاهل مصالح الشعب المغلوب على أمره، الصابر على كربه. تجاهل فج لسبب وجود السلطة في أي زمان ومكان، للشعب، مصدر منح أي قائمين عليها تفويض إدارة شؤونه وخدمته وتلبية احتياجاته لا تعذيبه!
يجادلون في أمر واجب عليهم وليس فضلا منهم، في “تمديد الهدنة” ولا تدري لماذا؟ المعلوم، أن حاجة إدارة شؤون الشعب وخدمته استدعت قيام حكومات مسؤولة عن خدمة الشعب فقط وليس غيره. هذا هو الثابت يقينا في مختلف الظروف، سلما أو حربا، يسرا أو عسرا، رخاء أو قحطا. كيف يتجاهل القائمون على السلطة ومن يزعمون أنهم “السلطة الشرعية” هذا الأساس والشرط لاعتبارهم سلطة؟!
لكن غير المعلوم بأي وجه حق يتنصلون من أداء هذه المسؤولية، عن الواجبات الرئيسة الداعية أساسا لوجود أي سلطة، وحمل صفة السلطة والحكومة، مسؤولية صون دماء المواطنين وأرواحهم وكرامتهم وحريتهم وآمانهم؟! أي شريعة سماوية أو شرعة قانونية تجيز سلطة لا تؤدي مهامها وتتقاعس عن واجباتها وتتخلى عن شعبها وتلبية احتياجات المواطنين؟!
يقولون “فتح الموانئ دون قيد سيفتح الباب لاستيراد وتهريب الأسلحة للمليشيا”. فتضحك مضطرا من شر هذه البلية! ينسون كميات الأسلحة والذخيرة التي أغرق بها التحالف اليمن، منذ إنزاله شحناتها مظليا بداية حربه العدوانية لمليشيات “المقاولة” ثم إمدادها بمئات الأطنان من الأسلحة بشحنات جوية وبحرية وبرية، تكفي لإشعال اليمن بحروب لأعوام!
ليس هذا فحسب. يتناسون أيضا آلية الأمم المتحدة للتحقق وتفتيش السفن (UNVIM)! وأن ما من سفينة متجهة إلى موانئ الحديدة إلا وتخضع في جيبوتي للتفتيش طوال أسابيع. يتغافلون هذا لعلمهم أن تحالف العدوان تجاوز هذه الآلية طوال ثمان سنوات إلى القرصنة على سفن السلع والمشتقات النفطية واحتجازها لأشهر عدة قبالة ميناء جيزان!
الواضح بجلاء، لمن يتابع صلف مجلس “قيادة وحكومة أدوات السعودية والإمارات”، أنهم عُصبة لا سلطة، مفروضة قسرا للتسلط على الشعب من تحالف عسكري إقليمي ودولي، ولأجل تسويغ تدخله غير المشروع في اليمن. مجرد أدوات تابعة، لسلب سيادة الدولة وقرارها وتقويض مؤسساتها وتعطيل وظائفها وإذلال شعبها واحتلال أراضيها وسواحلها وموانئها وجزرها ونهب ثرواتها.
هذا واقع مشهود -مع الأسف- في عدن ومحافظات جنوب البلاد. يتابع الجميع بقلب مفكود، كيف يسود العوز، ويتمدد الفقر، ويستبد القسر، ويشتد القهر، ويحتد سيف الترويع والإرهاب بانفلات الأمن وتجميد القوانين وتسييد قانون الغاب، وتعمد إذلال المواطنين بسياط تدمير العملة وفحش أسعار اللقمة والخدمة، من دون أي أسباب قهرية لهذا الواقع!
هو التعري الفاجر والانكشاف السافر لأجندة الحرب وأهدافها الخبيثة، وإلا ماذا قدمت هذه “السلطة الشرعية” المزعومة، لليمنيين عدا قصف الأحياء والتجمعات والمرافق المدنية وقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين وحصارهم جميعهم جوا وبحرا وبرا وخنقهم اقتصاديا وإقاف رواتب عائليهم وإفقار وتجويع “80٪ باتت حياتهم تعتمد على الإغاثة”؟!

أترك تعليقاً

التعليقات