نزيف مأرب
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
لا تدري لماذا الإصرار على الحرب ولأي غاية استمرار نزيف دماء اليمنيين في عموم البلاد ومأرب بخاصة، رغم أن ثمة مبادرات عدة لحلول ممكنة ومتاحة، تحقن دماء الجميع وتحقق مصالح جميع الأطراف، وفي مقدمهم اليمنيون المستبعدون من حسابات أغلب أطراف الحرب، إلا من المزايدة السافرة، على دمائهم وأرواحهم، والاتجار الفاجر بها في سوق «تسجيل النقاط» على الآخر!
المتباكون اليوم على دماء المدنيين وأرواحهم، لم يفعلوا شيئا يذكر لإنقاذهم، بقدر ما هم ضالعون في إراقة هذه الدماء وإزهاق الأرواح. لكنهم يتناسون جرائمهم وينكبون لرصد ما جناه الطرف الآخر، لتسجيل النقاط عليه، وليس غيرة على دماء اليمنيين وأرواحهم. هكذا يجري التعامل مع ضحايا الحرب المدنيين. مجرد أرقام لإدانة طرف بأنه الشيطان فيما هم «الملائكة المسالمون المنقذون»!
لا تفهم حقا ما هي المشكلة في النقاط التسع المعلنة من صنعاء لوقف الحرب في مأرب. من يقرأها لا يجد فيها اهتضاما لمن يحكمون مأرب، بقدر ما يرى أنها تصب جميعها في صون دماء اليمنيين وأرواحهم، مدنيين ومقاتلين، وفي تلبية احتياجات اليمنيين الإنسانية والمعيشية، وفي وقف هدير المدافع والصواريخ والنيران، وإيجاد فرصة للتفكير بهدوء وعقل في حل ينقذ الجميع.
ما هي الهزيمة في «وقف إطلاق النار في جميع الجبهات بما في ذلك مأرب، مع الالتزام بألا تكون مناطق الطرف الآخر في مأرب أو غيرها منطلقا لأي تهديد أو عمل عسكري ضد طرف صنعاء»؟! وأين هي الخسارة في «الإفراج عن سميرة مارش وإعادتها إلى أطفالها»، و»الإفراج عن المواطنين المحسوبين على طرف صنعاء وتعويض المتضررين وإعادة النازحين منهم بأمان»؟!
أين هي الخسارة أو النقيصة في «عدم المساس بأمن المواطنين والنخب والأسر المتواجدين في مأرب، ووقف أي مضايقات تطالهم بسبب انتمائهم السياسي أو المذهبي»، أو في «احترام حق المواطن اليمني من أي محافظة في استعمال الطريق العام والتوقف عن كافة أشكال الإعاقة أو المضايقة لأي مواطن في طرقات مأرب لأسباب تتصل بمنطقته أو انتمائه السياسي أو المذهبي»؟!
هل من الهزيمة في شيء «الشروع في إصلاح شبكة محطة كهرباء مأرب الغازية وإعادة ربطها بصنعاء»، أو «الشروع في إصلاح المضخات والأنابيب النفطية وإعادة ضخ النفط من صافر إلى (ميناء) رأس عيسى»؟ وهل هناك من يرفض «الالتزام بالتعاون في مناهضة تنظيمي القاعدة وداعش وإغلاق أي مقرات أو معسكريات في مأرب تؤوي أي عنصر من عناصرهما»؟!
ما هي الطامة في «فتح حساب موحد لجميع الإيرادات النفطية والغازية وإيرادات الموانئ في جميع أنحاء الجمهورية، وإنجاز آلية مشتركة خلال 15 يوما من إقرار هذا الاتفاق، لضبط الإيرادات بما يضمن تخصيصها لصرف المرتبات في عموم الجمهورية وعدم استعمالها من أي طرف، وإنفاذ الحصص المخصصة للمحافظات من النفط والغاز والمازوت طبقا للقانون ودون أي عبث أو انتقاص»؟!
هل هناك ضيم يمكن أن يقع على أي طرف من «ترتيب إجراءات عادلة للإفراج عن كافة الأسرى والجثامين في أحداث مأرب الأخيرة من الجانبين»؟! بالله عليكم أخبرونا.. لماذا تُرفض هذه المبادرة المطروحة منذ أكثر من عام لوقف الحرب في مأرب، وحقن الدماء؟ ومن هو المتعنت؟ ومن المستفيد من عرقلة هذا الاتفاق، طرف صنعاء أم طرف مأرب، أم تحالف الحرب السعودي الإماراتي؟!

أترك تعليقاً

التعليقات