ما أوقحهم!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تبرز بين البشر في عالم اليوم، فئة تتخذ من الوقاحة منهج حياة، البجاحة تغدو وسيلة رئيسة لجني مصالحها، وحتى لو لم تكن الصفاقة طبعاً أصيلاً فيها، فإنها تسعى إلى اكتسابها والتمرس عليها. ومن أجلى أمثلة هذه الفئة مجرم الحرب «النتن» وربه المعتوه الخرف «ترامب».
صارت البشرية في هذا العصر تواجه بغاة صلفين وقحين، يمارسون الإرهاب والعدوان بسفور، ويمعنون في الطغيان بفجور. بلغ بهم هذا الفجور، حد إنكار جريمتهم الكبرى في قطاع غزة، رغم أن وقائعها تتحدى الإنكار، وتبث يومياً على الهواء مباشرة، منذ قرابة العامين!
إنكار حرب الإبادة والتجويع بدأه رئيس كيان حكومة العدو الصهيوني نفسه، نتنياهو، مدعياً أنه «لا توجد مجاعة في غزة»، ومنكراً أن يكون كيانه المجرم «يمارس التجويع»!
لحق به في هذا، رئيس إمبراطورية الشر العالمي، دونالد ترامب؛ قال: «لا أرى ما يحدث في غزة إبادة»!
يستمرئ الكيان الصهيوني هذا الإنكار، حتى بعدما أعلنت أمينة منظمة العفو الدولية في ألمانيا، يوليا دوخرو، أنه «توجد أدلة كافية على أنَّ إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب». ويُحسب لها مطالبتها ألمانيا بـ«إيقاف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، والضغط الدبلوماسي عليها».
مثل هذا التصريح يكتسب أهمية كبيرة بمعرفة خلفيات تأسيس «منظمة العفو الدولية»، واتخاذها في ألمانيا مقراً لها. لطالما نجح الكيان الصهيوني في ابتزاز ألمانيا بمحرقة اليهود المزعومة التي يسميها «الهولوكوست»، ولطالما خضعت ألمانيا عبر عقود لهذا الابتزاز، حد الابتذال في الخنوع!
لكن لا غرابة في هذا الفجور، فهو طبع أصيل في اليهود، ومرتكز رئيس للصهيونية. يظهر جلياً لمن يتابع تصريحات وزير أمن الكيان الصهيوني، إيتمار بن غفير، آخرها قوله قبل أيام إن «إنزال المساعدات جواً لغزة، إفلاس أخلاقي... ويجب أن نرسل قنابل وليس الغذاء»!
هذا التصريح الوقح يلتقي مع تصريح وزير حرب الكيان سابقاً، حين قال إنهم يتعاملون مع «حيوانات بشرية»! تجسيد فج لعقيدة الصهاينة المنحرفة وعنصريتهم المتطرفة، التي تجعلهم ينظرون إلى البشر إجمالاً، والعرب والفلسطينيين خصوصاً، بأنهم «حيوانات بشرية خلقت لخدمتهم».
وعلاوة على إنكار الكيان الصهيوني قتله «1500 فلسطيني في تجمع توزيع المساعدات» وفق الأمم المتحدة، فإنه وبالوقاحة الفجة نفسها، يتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها «تسوق أكاذيب المجاعة لتغطي على سرقتها المساعدات»! كيف تسرق مساعدات لا وجود لها؟!
حسناً فعلت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين (4 أغسطس)، بنشرها أسماء 60 ألفاً من شهداء العدوان «الإسرائيلي» منذ السابع من أكتوبر 2023. ألقمت الكيان الصهيوني وداعميه في تحالف الشر «الانجلو-صهيوني» حجراً، وأبطلت إنكاره قتل الأطفال والنساء والكهول، بالدليل الدامغ.
يبقى الثابت أن الكيان الصهيوني لا يرى في القتل والحصار والتجويع وسيلة للإخضاع والتركيع فحسب، بل يجد متعة في ممارسة الإبادة الجماعية لمليوني إنسان في قطاع غزة. هذا الكيان المجرم الفاجر يظهر فعلاً أنه تفوق على الشيطان نفسه؛ لكنه يكيد ويمكر «والله خير الماكرين».

أترك تعليقاً

التعليقات