حديث مبرمج!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يحتد في هذه الأثناء، حديث اليمنيين عن وحدة اليمن. لكنه -مع الأسف- يستجيب للفاعل الخارجي في الداخل اليمني، ويأخذ منحى التخلي عن وحدة الكيان اليمني، انعكاسا لجائحة التشظي الراهنة!
تبرز مسارات طاغية لحديث اليمنيين، من دون وعي محلي بأنها مبرمجة سلفا. يدور الحديث حول مَن تورط بإعادة توحيد شطري اليمن سياسيا؟! مَن نجا ومَن نكب؟!.. مَن استفاد ومَن تضرر؟!!
يقول فريق: «كنا في شمال اليمن بحال أفضل اقتصاديا ولم نعرف الأزمات إلا بعد 1990م».. ويقول فريق آخر من اليمنيين: «تورط جنوب اليمن بعد 1990م ونهبت ثرواته» كما لو كان مستقرا مزدهرا!...
الحقيقة، أن محيط اليمن الإقليمي هو مَن تورط بإعادة توحيد شطري اليمن سياسيا. نعم، باغتهم توحد اليمن على غفلة. كانت السعودية ودول الخليج ما تزال منشغلة بحرب الخليج الأولى وتداعياتها.
عالميا، وجد المعسكر الغربي الرأسمالي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في إعادة توحيد شطري اليمن، مكسبا آخر يُضاف إلى نجاحه في تفكيك المعسكر الشرقي الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي.
أما اليمنيون في جميع أنحاء اليمن، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، كل اليمنيين بلا استثناء، فلم يتورطوا بإعادة توحيد كيانهم في دولة واحدة موحدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا. على العكس نجوا جميعهم.
نجا اليمنيون جميعهم من أهوال تداعيات انشطار كيانهم، من استغلال قوى الخارج هذا الانشطار في الصراع الدولي على النفوذ والهيمنة، واستنزاف هذا الاستغلال مقدرات اليمنيين في الحروب الشطرية.
أما الشعور بالغبن فجاء من إغفال ردم الهوة بين نظامي الشمال والجنوب اقتصاديا ومجتمعيا، واحتدام الخلافات السياسية بتغذية خارجية بين حزبي الائتلاف الحاكم (المؤتمر والاشتراكي) لدولة اليمن الموحد.
يبقى الثابت، أن وحدة اليمن، مصدر قوة وعزة لليمنيين كافة. هذا هو المفترض أن يكون باتحاد إرادة اليمنيين وإدارتهم، مواردهم ومقدراتهم، ولا تلغي هذا مطلقا، تداعيات التدخلات الخارجية وآثارها المستمرة.

أترك تعليقاً

التعليقات