صهاينة اليمن!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يحسب للنوائب والملمات ما تكشفه دائما من حقائق وخيبات. حدث هذا عمليا منذ بدء العدوان على اليمن واستمر حثيثا وعلى نحو أكثر جلاء مع تجدد العدوان على غزة، ليكشف دون التباس أو شبهة شك ومظنة، عن الصهاينة، ليس فقط العرب، بل وصهاينة اليمن أيضا!
أخبرني كيف أنت عند الشدائد ومن أنت حين الملمات أخبرك ماذا تكون. ليس شرطا أن تكون يهودي العقيدة أو "إسرائيلي" الجنسية لتكون صهيوني الهوية. هناك الضعة والخسة شرطان رئيسان من شروط الانتماء للصهيونية والولاء لها.
الصهيونية فكرة سامة لا سامية. نهجها التكبر والغي ومنهجها التجبر والبغي، تقوم على العنصرية وتعتمد السادية. تستلهم فكرها من الغواية الشيطانية وتراهن على مخالفة السوية، وما أكثر الصهاينة في العالم والأقطار العربية، واليمن أيضا.
أظهرت الأحداث المتتابعة والتطورات المتسارعة هذه الحقيقة الصادمة. وفي حين كان اليمنيون اليهود بكل محفل يفرقون بين «الصهيونية» منظمة سياسية وبين اليهودية رسالة وشريعة سماوية من شرائع دين الله الإسلام؛ ظهر يمنيون مسلمون صهاينة!
ظهر هؤلاء بصفاقة فارقة مستفزة، وبجاحة لافتة مقززة. ظهروا بفجاجة مِن بين زمرة أدمنت الجاه والسلطة والمال، واعتمدت لإشباع هذا الإدمان، نهج الارتهان للخارج على حساب الامتهان للداخل، بدءا من ذواتهم، ومرورا باليمن دولة وسلطة وشعبا!
لم يجد هؤلاء أي غضاضة في التعبير صراحة وبكل وقاحة، عن انتمائهم للصهيونية العالمية وولائهم الى الكيان الإسرائيلي، والظهور على الشاشات ووسائل الإعلام في خندق حمايته والدفاع عنه، ومناهضة أي استهداف لمصالحه، بما فيها سفنه!
أعلن هؤلاء هذا دون أدنى خجل، ودون أن ترف لهم عين من وجل، وامتازوا غضبا لاستهداف سفن الكيان الإسرائيلي والمتجهة الى موانئه، ومنع عبورها من باب المندب ومياه البحر العربي والبحر الأحمر، بوصفه «إرهابا وخرقا للقوانين الدولية»!
الأنكى أن هؤلاء التزموا الصمت وبلعوا ألسنتهم كما العادة حيال جرائم حرب وإبادة جماعية لشعب أعزل مسلم العقيدة، عربي الأرومة، فلسطيني الهوية، ولم يصفوها جرائم إرهاب وإبادة، في تعليقاتهم المعلنة -على ندرتها- بل اعتبروها «أعمال تصعيد»!
والأدهى أن هؤلاء الصهاينة اليمنيين، رغم خزي هذه المواقف الخيانية من فلسطين وذبح شعبها؛ لا يجدون أدنى حرج في تجاهلهم الكامل للمقاومة الفلسطينية وفي التزامهم مواقف كفلائهم السعودية والإمارات، وتصنيفهما فصائل المقاومة «تنظيمات إرهابية»!
أما الأكثر وقاحة فهو أن ينبري هؤلاء بعد هذا السقوط المريع والنفاق الشنيع، للحديث عن «السيادة اليمنية» وتقمص «الوطنية»، والمجاهرة علانية بالانضمام الى تحالف دولي عسكري بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا لحماية الكيان الإسرائيلي وتأمين سفنه!
يبقى العزاء في هذا البلاء، لكل الأحراء الشرفاء، أن أقنعة هؤلاء المبهرجة الخادعة للعامة والبسطاء، سقطت، ومياه وجوههم أريقت، وحقيقتهم انكشفت، وخيانتهم ثبتت، فاستحقوا عن جدارة صفة «المرتزقة العملاء» وبالطبع «صهاينة اليمن»!

أترك تعليقاً

التعليقات