معيار واحد
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
بين الإنصاف والإجحاف بون شاسع كما هي الحال والفرق بين مناطق "سلطة صنعاء"، والمناطق الخاضعة لاحتلال تحالف الحرب العدوانية بيافطات سلطة "هادي" وحكومته و"الانتقالي الجنوبي"، وكل من تحصل تمويلا ورفع صميله، أقصد رشاشه!
نحتاج لإبراز هذا الفرق الشاسع، حالاً ومآلاً، إلى معيار للتقييم قابل للقياس، يغدو شوكة ميزان، لعل أبرز معيار هنا هو حال نشاط أجهزة الأمن والقضاء، في المناطق "الحرة" والمناطق المسماة "محررة" فيما هي تخضع لنير الاحتلال والإذلال.
يلاحظ المتابع والمراقب، أن ضبط الجريمة وردعها واقع قائم في المناطق "الحرة"، بل في وقت قياسي لا يتجاوز 48 ساعة في أغلب الجرائم التي تحدث ونعلم بها عبر مَن نعرف في مكان وقوعها أو عبر وسائل الاتصال والإعلام والتواصل.
حدث هذا مراراً، وبوتيرة تستحق التوقف عندها مليا، بإعجاب وتقدير أيضاً. ضبط المجرمين، وضبط المشتبهين والمتهمين، وضبط المخالفين للقوانين، وضبط الممنوعات والمخدرات، والسلع الفاسدة ومنتهية الصلاحية، واستعادة الحقوق والمسروقات.
هذا ليس كلاماً يقال، وأقرب مثال هنا، ضبط النيابة العامة وإدارة مكافحة المخدرات في صنعاء، خلال 72 ساعة فقط، نحو ثلاثة أطنان مخدرات بحوزة عصابتين، تضاف إلى ثلاثة أطنان ونصف الطن من المخدرات ضُبطت منتصف أغسطس الفائت.
وبالتوازي مع هذه اليقظة والكفاءة الأمنية الظاهرة والملموسة في المناطق "الحرة"؛ تبرز جليا أيضا، كفاءة وفاعلية أجهزة القضاء في صنعاء ومحافظات ومناطق سلطة المجلس السياسي، في استعادة الحقوق وإنصاف ذويها من غاصبيها أو منتهكيها.
لا أدل على هذا، من وقائع القصاص "النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص" كما كتب الله علينا. وهي بالعشرات وعلى مسمع ومرأى الجميع، وخلال آماد وجيزة لجميع إجراءات القضاء، لا تتجاوز العام.
على العكس مِن كل ما سلف، هي حال محافظات تعز وجنوب البلاد للأسف، وغيرها من المناطق المسماة "محررة" وهي تخضع تحت ربقة الاحتلال. حقوق تسلب وأعراض تغتصب وأرواح تزهق ودماء تهرق، وممتلكات تنهب، ولا ضبط للجناة، إلا نادرا.
هي حال الفوضى المطلقة التي سماها الغرب بقيادة رأس الهيمنة والاستبداد، الولايات المتحدة الأمريكية، "الفوضى الخلاقة" في تجميل الدمار الذي تواريه وتخطط لإحداثه في الدول العربية والإسلامية، بزعم "التغيير والديمقراطية والحرية والحياة الكريمة".
يحدث كل هذا الغبن والظلم والجرم وانتهاك كل الحُرم، ولا أحد يثور. لا "ساحات تغيير" ولا هتافات إسقاط الاحتلال أو حتى "إسقاط النظام". لأن من نفخ في روح هذه الساحات وبث تلك الهتافات، هو -وأدواته- مَنْ يحتل جنوب البلاد وتعز، اليوم.

أترك تعليقاً

التعليقات